ما أن يستيقظ الطفل أحمد عبدالله آل سرحان ثلاث سنوات من نومه ويفتح عينيه مع إشراقة كل صباح جديد، يبادر التسلل من باب المنزل الخلفي نحو مزرعتهم المجاورة، ليحظى بمشاهدة ناقته المفضلة التي تبادله مشاعر الصداقة من خلال مداعبته والاقتراب منه بشكل حميم. يقول مفلح عم الطفل أحمد إنه دأب على مداعبة الناقة والاقتراب منها منذ سنة تقريبا، ولم ينتابه خوف منها أبدا فما كان من الناقة إلا أن أخذت تبادله الحب، تقترب منه وتمد رقبتها ورأسها نحوه، فيقف حتى تقبله وتشم رأسه، ويضيف مفلح أنهم في بداية الأمر كان ينتابهم الخوف على أحمد من أن تؤذيه الناقة لكننا في المقابل كانت العلاقة تزداد باستمرار، حتى أنه لا يمكن أن يمضي يوما دون أن يشاهدها. وعن السر وراء هذا الحب بين أحمد والناقة يقول مفلح، إن والد أحمد حريص على أن يؤصل في أبنائه كيفية التعامل مع الإبل ورعايتها، فيصطحبهم معه عندما يذهب إليها بشكل يومي، لكن أحمد رغم صغر سنه تفوق على أشقائه وأبناء أعمامه الذين يكبرونه سنا، واستطاع الاقتراب من الإبل فكانت هذه الصداقة، ولم يخف عم الطفل أحمد تخوفه على الصغير من الأذى الذي قد تسببه بقية الإبل، وقال الغيرة قد تدفع بقية الإبل لإلحاق الأذى بأحمد مما يتطلب الحرص والحذر منها.