«حتى إن طلبت الغالي والنفيس لن يبخلوا عليها» يرفع سلطان الهاجري يديه وحاجبيه رافضا اللوم الذي وجهه رفاقه عقب جولة على الإبل المرشحة للفوز في أم رقيبة. حديث سلطان ورفاقه عقب أن لاحظوا ناقة طوق مالكها عنقها بعقد من الذهب، إذ برر مالكها بأن ناقته «تستاهل الذهب»، وأخرى ألبسها غطاء من الحرير المطرز. ويبين الهاجري تفاصيل العلاقة بين الناقة ومالكها: «النوق والصقور مرتبطة بالثقافة البدوية وتعيش مع البدوي معظم أوقات يومه، لذلك يرتبط بها وجدانيا ويرى أنها نوع من الأمان المادي ومصدر رزق متواصل وتكسبه مكانة بين مقتني الإبل». والسجال الذي يدور بين الشبان المقبلين من حفر الباطن لزيارة المهرجان يتواصل دون ضجيج، ويبدي محمد الحربي وجهة نظره باقتناع «من حق مالك الناقة أن يهتم بها ولكن لا يصل إلى درجة المبالغة ويلبسها الذهب أو يكسيها قطع قماش قد لا يستطيع البشر من أصحاب الدخول المتواضعة اقتناءها». وسريعا يرد سلطان: «ألا تعلم أن هناك إكسسوارات للكلاب والقطط تباع في الرياضوجدة بآلاف الريالات، لماذا تلك نعتبرها تحضر وهذه مبالغات والاختلاف سمة أي مجتمع». وتدريجيا خفت الحوار عقب أن أطفأته ضحكاتهم بأنهم مجرد مشاهدين، وفي النهاية «لا ناقة لهم ولا جمل». المتأمل للعلاقة التي تربط الإبل بملاكها يصل إلى قناعة تؤكد قول أبي فراس الحمداني بأن «ومن مذهبي حب الديارِ لأهلها... وللناس فيما يعشقون مذاهب».