أظهرت دراسة أجرتها اللجنة الوطنية لاضطرابات النوم في الولاياتالمتحدة، أن النعاس خلال القيادة كان أحد المسببات ل36 في المائة من الحوادث المميتة، في حين أظهر تقرير نشرته إدارة النقل والبيئة في بريطانيا أن 20 في المائة من الحوادث المميتة والخطيرة نتجت من النعاس خلال القيادة. وأظهر الاستبيان أن خمس السائقين فقط يوقفون سياراتهم للحصول على غفوة عند شعورهم بالنعاس الشديد. ولا شك أن هذه الأرقام دقت ناقوس الخطر لدى صانعي السيارات الذين عمدوا إلى العمل على ابتكار حلول تقنية لهذه القضية الخطيرة، وبرز في هذا ما يشبه المنافسة بين صانعي السيارت في أوروبا واليابان الذين يرصدون لها ملايين الدولارات، حيث يعكف فريق من العلماء على اختبارات تجرى في ألمانيا على إنتاج سيارات تعمل بالكومبيوتر يمكنها تنبيه السائق إذا غشيه النعاس فجأة أثناء القيادة. ويدرسون تركيب جهاز إنذار ينطلق في نفس الوقت مع اهتزازات حزام الأمان، ليبدأ مثلث الإنذار في الوميض من داخل المرآة العاكسة للرؤية الخلفية ليعلن صوت مبرمج على الكومبيوتر «تحذير من النعاس! من فضلك توقف لتأخذ قسطا من الراحة». ويجري تطوير «نظام الإنذار الخاص باليقظة» في إطار مشروع في الاتحاد الأوروبي يطلق عليه اسما كوديا مناسبا «استيقظ». ويخضع هذا النظام لتجارب في مختبر للسيارات قرب مدينة شتوتجارت. ويعمل جهاز الإنذار عندما يدرك النظام مواقف مثل انحراف السيارة عن الطريق أو تشعر العين بالنعاس أو حتى عندما يفشل السائق في الحفاظ على مسافة مناسبة من السيارة التي أمامه. وفي اليابان، توصلت شركة يابانية إلى اختراع نظارات تحذر السائقين عند ميلهم للنعاس أثناء القيادة من خلال محرك صغير للغاية مثبت في إطار النظارة ويعطي ذبذبات تحذيرية بجانب الأذن عند ميل رأس السائق إلى أسفل. وتأتي النظارة الجديدة التي أطلق عليها اسم «ماي دو بورورو» مزودة بأربع مراحل يمكن ضبطها حسب الرغبة. كما يعكف علماء يابانيون على تصميم مقعد سيارة من شأنه إبقاء السائق مستيقظا طيلة فترة جلوسه عليه. ومنح العلماء الكرسي قدرة اكتشاف الوقت الذي يداهم فيه النعاس سائق السيارة، وحددوا جملة من الإشارات التي يصدرها جسم الإنسان للدلالة على أن عشر دقائق فقط هي التي تفصله عن النوم. ويضم المقعد الجديد وحدات استشعار بمقدورها قراءة نبضات القلب وتسجيلها، ومن ثم تحليل قطرات العرق التي ترشح عن جسم الإنسان، ما يساعد على تنبيه السائق في حال داهمه النعاس. وفي هذا الإطار عمد عدد من الدول إلى إطلاق حملات توعوية للتحذير من خطر القيادة تحت تأثير النعاس.. فهل يعي المسؤولون في منطقتنا خطورة هذا الأمر؟.