لم يمر على مجتمعنا البسيط أبسط من ملكية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله- فهو دائما إلى البساطة أميل، بينما نلاحظ في نواحينا عادة، لا أعرف متى يحين زوالها، وأسأل الله أن يكون عاجلا غير آجل؛ وأعني بها الحرص على الزبرقة والفشخرة والمغالاة في المظاهر وحب التفاخر عند إقامة الاحتفالات والمناسبات على شرف المسؤولين؛ سواء كانوا صغار المسوؤلين أو كبارهم، وهنا لا يحق لنا العتب على المسؤول، بل على عقليات تعتقد أنها بالفخامة والتمظهر والتملق والتكلف سوف تبهر العيون وسوف تنجح في إقناع الزائر الكريم، الذي على شرفه الاحتفال، أن كل شيء على ما يرام، وأن النجاح كامل مكتمل لا توجد فيه ثغرة ولا تشوبه شائبة!! وهذا التملق والمباهاة والمفاخرة لا يحدث مع تكاليف المناسبات فقط، بل حتى مع القرارات الصادرة، فبعض الجهات كي تؤكد للمسؤول أنها أول من بادر إلى تنفيذ القرارات تجتهد في تغيير الحقائق وإعادة صياغتها بما يتفق مع رغبة المسؤول، فيقولون وظفنا سعوديين عدد كذا! وعالجنا سعوديين عدد كذا! وساعدنا سعوديين عدد كذا!! وهكذا نسمع عن أعداد كبيرة يشار إليها في التصريحات والأخبار كي يبرر لنفسه المدير أو المسؤول المباشر، ويبرر للآخرين حقه في الحصول على الشكر والتقدير وضمان البقاء على الكرسي الوثير!!! بينما الحقيقة إذا بحثت عن هذه الأعداد ستجد الفارق كبيرا بين التصريحات المزبرقة والواقع الأليم!!! بالأمس (سعد الدوسري) الزميل الرائع كتب مقالا مهما في هذا الشأن عن وظائف المعاهد الصحية ووزارة الصحة.. لا ينبغي أن يمر بلا وقفة مساءلة أو حساب!! المقال طبعا ولا أقصد سعد الدوسري سلمه الله!!! ومثل وزارة الصحة جهات عديدة تقول ما لا تفعل!!؛ تطييبا للخواطر وإرضاء لمسؤول يتفقدها أو يشرف بحضوره مناسبات يرعاها. بمعنى أن الحقائق لا تصل إلى المسؤولين كاملة وقبل أن تصلهم يقطع عليها الطريق بعض القادرين حتى لا تمر وتفضح الحقيقة المخبأة!! يعني نحن أمام شخصيات إدارية تعمل لنفسها وليس للوطن ولا يهمها «غير التمثيل» ولا تضع في حسبانها غير إرضاء من فوقها ولو بكتم الحقائق أو تغييرها!! والأدهى لا يهمها الإخلاص في العمل أو النزاهة في الضمير أو الذمة في القول والفعل أو الخوف من الله قبل الناس كل الناس!، لذا من الأفضل اتباع نهج جديد يلزم المعين المختار على وظيفة عامة أن يقدم برنامجه مفصلا بعد ثلاثة أشهر من توليه المنصب حتى يكون طريقه واضحا لا مجال فيه للتلاعب! ولاحظوا البذخ في المناسبات التي تقام لافتتاح مشاريع أو حتى تدشين مبنى جديد لا تخفى على العيون كلفة الاحتفال الباهظة، بداية من المعلقات الترحيبية في الشوارع إلى السجاد الوثير الأنيق، إلى الورود الغالية الأثمان والمنثورة بترف وسخاء ليس له مثيل!! عدا الخطب المنتقاة فيها كل شيء من الثناء والمديح إلا الحديث عن الناس!!! هذا واقع غير مناسب للمرحلة، وخاطبوا الناس على قدر عقولهم ويخطئ من يعتقد أن كل العقول غبية وهو وحده الذكي!! لم تعد الكبسولات الوهمية تعالج هموم الناس!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة