يتساءل كثير من المراجعين على من تقع مسؤولية عدم استقبال الحالات الحرجة في مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام وعدم توفر أسرة للمرضى. فبعد 28 عاما من إنشاء المستشفى، إلا أن قسم الطوارئ مازال ب 10 أسرة للعناية المركزة. في ظل الدعم الكبير الذي يكتسبه المستشفى من وزارة الصحة خلال الأعوام الماضية، وهو السبب الحقيقي وراء رفض كثير من الحالات الحرجة من المرضى لعدم وجود شواغر. وتزايدت في الآونة الأخيرة شكاوى كثيرة من المرضى ضد المستشفى يتهمونه بعدم استقبال الحالات دون مبرر أو المكوث داخل الطوارئ لأكثر من يومين لعدم وجود سرير أو طبيب، حيث يواجه قسم الطوارئ ما يقارب 1000 مراجع يوميا بسبب عدم عدالة التقسيم الجغرافي للمستشفيات في المحافظة، مما خلق تكدس المرضى في أقسام المستشفى المختلفة. شكاوى عدة سردها أمس المرضى ل «عكاظ»، حيث قالوا إن المستشفى يفتقر الكثير من المرافق تبدأ في عدم وجود مواقف للمراجعين وتخصيص المواقف الرسمية للموظفين في المستشفى. يقول ناصر حمدي إن موقع المستشفى يجاوره عدة منشآت صحية يرتادها آلاف المراجعين يوميا، والطريق الوحيد المؤدي لها هو طريق المحجر والذي أصبح يخلق زحاما حقيقيا، بالإضافة إلى سلك ذلك الطريق للكثير من الشاحنات في طريقها إلى المصانع خلف المستشفى، ومما زاد الأمر تعقيدا هو عدم وجود مواقف كافية للمراجعين داخل المستشفى. ويضيف فهد المحمادي أن طوارئ مستشفى الملك عبدالعزيز يواجه يوميا زحاما كبيرا بسبب نقص الأسرة في القسم وفي الأقسام الأخرى مثل الأشعة والمختبرات والصيدلة بسبب ارتفاع أعداد المرضى، وحتى غرف الانتظار لا تجد متسعا للانتظار فيضطر المرضى للجلوس في الممشى داخل المستشفى، ويتعمد الطوارئ إلى رفض المرضى بسبب عدم وجود أسرة كافية. ويشير محمد الفيحان إلى أن المستشفى هو الجهاز الحكومي الكبير الذي يعنى بصحة سكان جنوبجدة وهم نسبة كبيرة في التوزيع الجغرافي، ويحتاج إلى دعم في إمكانياته وأجهزته وكادره الطبي لذلك يعاني من كثير من النواقص ويحتاج إلى دعم وزارة الصحة. ويقول الفيحان إن بعض الأطباء يرفضون استقبال الحالات المرضية في قسم الطوارئ بحجة عدم حاجة الحالة المرضية لدخول القسم وعليها التوجه إلى مراكز صحية رغم أن الحالة طارئة وهذا ماتسبب في كثير من المشاكل بين المراجعين والأطباء. وطالب فواز العزيزي بتوسعة مركز قسم الطوارئ في مستشفى الملك عبدالعزيز لاستقبال حالات أكثر من المرضى في ظل الضغط المتزايد من المرضى، مؤكدا أن هناك الكثير من الأجهزة والمعدات والأقسام الثانوية يصرف عليها مبالغ مالية ضخمة ليست مهمة كتوسعة قسم الطوارئ في المستشفى. من جانبه، نفى مدير طوارئ مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام في جدة الدكتور كفاح القريشي الاتهامات الموجهة من بعض المراجعين وهو عدم استقبال الحالات، مؤكدا أن 80 في المائة من مراجعي المستشفى يهدرون عمل الطوارئ في حالات ليست طارئة مما يتسبب سلبا في سير العمل والذي من المفترض أن يكونوا في مراكز صحية؛ لأن أمراضهم بسيطة، كذلك بعض الحالات الطارئة التي يمكن أن تنتظر بعض الوقت تزعج الأطباء في عملهم لإنقاذ حياة مريض يحتاج إلى تدخل علاجي فوري لإنقاذ حياته. وطالب مدير الطوارئ برفع درجة الوعي لدى المجتمع في كيفية التعامل مع المرضى ويحدد مدى أهمية المرضى وأين الاتجاه الصحيح الذي يسلكه في العلاج، وأن لا نترك العمل اجتهاديا في ظل الإمكانيات الموجودة لدى المستشفى. وبين أن طوارئ مستشفى الملك عبدالعزيز منذ تأسيسه منذ 28 عاما ولديه 48 سريرا للطوارئ وعشرة أسرة للعناية المركزة وهذا لا يكفي في ظل تزايد أعداد المراجعين للقسم بشكل يومي، حيث يصل إلى ألف مراجع يوميا، حيث إن المنطقة الجغرافية للمستشفى كبيرة حيث يهتم بجميع المرضى في جنوبجدة وكذلك المراكز المجاورة للمحافظة مثل الليث وأضم والقنفذة، إضافة إلى الإسعاف الطائر على الخطوط السريعة، منوها بضرورة إعادة التقسيم الجغرافي للمستشفيات في محافظة جدة.