كشفت مصادر يمنية مطلعة عن مساعٍ قطرية حثيثة لإقناع الرئيس علي عبد الله صالح عبر وسطاء دوليين بقبول مبادرة جديدة يتبناها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وتتضمن إغلاق التحقيقات في محاولة الاغتيال التي استهدفته وكبار قيادات الدولة، وعدم عودته لليمن. وأفاد موقع «نبأ نيوز» عن مسؤول يمني رفيع: «إن دبلوماسيين غربيين بحثوا قبل يومين مع مسؤولين يمنيين مقترحا قطريا من أربع نقاط، يتضمن تعهدا خطيا من قوى المعارضة اليمنية بعدم الملاحقة القضائية للرئيس وأركان نظامه، مقابل وقف جميع التحقيقات في حادث مسجد دار الرئاسة، وعدم العودة لليمن». وأوضحت أن الجانب اليمني فض الاجتماع بعد (20) دقيقة فقط من بدايته بتوجيه من الرئيس صالح شخصيا الذي أبلغ أعضاء الوفد هاتفيا برفض مناقشة أي عروض خارج إطار المبادرة الخليجية المعلنة وقنواتها الرسمية، وجدد تأكيده بأنه سيعود لليمن في غضون أيام ولن يغادرها حتى بعد خروجه من السلطة، وأبدى استياءه من الطريقة التي تتعاطى بها الدوحة مع القضية اليمنية، مؤكدا تمسكه بإجراء انتخابات تؤمن تسليم السلطة «لأيدٍ أمينة» يختارها الشعب. وبحسب المصدر ذاته، فإن الرئيس صالح وجميع أركان نظامه مصرون على استكمال التحقيقات في محاولة الاغتيال، ومحاكمة جميع المتورطين فيها «مهما كانت أسماؤهم ومراكزهم»، ومطاردة المتورطين فيها من خارج الحدود عبر الانتربول. إلى ذلك كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون عن عمل جديد مع شركاء واشنطن في الخليج لانتقال سلمي للسلطة في اليمن، موضحة بأنها لا تستطيع التنبؤ ماذا سيكون رد الرئيس علي صالح. وشددت على ضرورة انتقال فوري وسلمي للسلطة في اليمن قائلة: إن الشعب اليمني يحتاج إلى حكومة توافق على حقوقه، والالتزام بالهدنة. وفي صنعاء قال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي في مؤتمر صحافي إن الأطباء أكدوا أن صالح تعافى وتجاوز مرحلة الخطر وهو الآن بصحة ممتازة. وأشار إلى أن الحديث عن انتقال السلطة في غياب الرئيس أمر سابق لأوانه.. وأفاد موقع 26 سبتمبر الالكتروني الحكومي أن الاستعدادات تجرى في أنحاء اليمن للترحيب بعودة صالح الذي غادر قسم العناية المركزة في المستشفى الذي أجريت له فيه العملية الجراحية. وأطلق موالون له أمس الأعيرة النارية في الهواء فرحاً بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له في الرياض. وفي هذه الأثناء يستعد أنصار ومعارضو الرئيس اليمني لتظاهرات حاشدة اليوم.