نيويورك - أ ف ب، رويترز - قتل خمسة عشر شخصاً على الأقل بينهم 12 من عناصر تنظيم «القاعدة» وثلاثة جنود، في معارك جديدة في زنجبار كبرى مدن محافظة أبين الجنوبية، في حين ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولاياتالمتحدة صعدت في الأسابيع الاخيرة غاراتها الجوية في اليمن بواسطة طائرات من دون طيار ومقاتلات ضد ناشطين مفترضين من «القاعدة». وقال مصدر في الجيش اليمني ان اشتباكات عنيفة اندلعت في ضواحي زنجبار «وقتل خلالها ثلاثة جنود من الفرقة المدرعة 119 وأصيب اربعة آخرون بجروح». وأضاف: «تفيد معلوماتنا ان 12 على الاقل من عناصر القاعدة قتلوا واصيب آخرون». وأوضح المصدر ان الجيش احرز تقدماً في زحفه نحو زنجبار، التي سيطر عليها مسلحو «القاعدة» منذ 29 ايار (مايو) الماضي، موضحاً «اننا نحاصر المدينة من كل الجوانب» ويمكن ان نشن الهجوم الحاسم «في الساعات المقبلة». وقال المسؤول في وزارة الصحة خضر السعدي ان الوضع في زنجبار «كارثي، فهناك جثث متحللة في الشوارع وتفوح روائح كريهة في ارجاء زنجبار»، محذراً من انتشار الأوبئة. وتابع: «هناك تراجع واضح في الخدمات الصحية نتيجة المعارك بين القاعدة وقوات الجيش». وقال مدير مستشفى الرازي في بلدة جعار خالد الجرادي ان «الوضع الانساني في محافظة ابين سيء جداً نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتلوث المياة والاطعمة ما ادى الى انتشار الامراض في بلدة جعار وزنجبار والحصن حيث يصل معدل الاصابة بالزحار الى 30 حالة يومياً». ودعا الى «انتشال الجثث من الشوارع لان القطط والكلاب والغربان تنهشها» محذراً من «انتشار وباء الكوليرا وداء الكلب». وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الاربعاء ان الولاياتالمتحدة صعدت غاراتها الجوية في اليمن خلال الاسابيع الماضية لمنع انصار «القاعدة» في جنوب البلاد من الاستيلاء على السلطة مستفيدين من الفراغ السياسي الحالي. وأوضحت الصحيفة ان العمليات الجوية الاخيرة استؤنفت بعد حوالى عام على تعليق الضربات بسبب النوعية السيئة للمعلومات التي ادت الى سقوط عدد كبير من القتلى بين المدنيين في هذه الضربات. وأضافت ان الرئيس علي عبدالله صالح اعطى الضوء الاخضر لهذه الضربات في 2009 لكنه قال ان سلاح الجو اليمني هو الذي يشنها. إلى ذلك علمت «الحياة» في صنعاء من مصادر عليمة بأن التحقيقات التي يجريها فريق أمني يمني بمساعدة خبراء من الولاياتالمتحدة الأميركية في حادث تفجير المسجد الرئاسي الجمعة الماضي حققت تقدماً كبيرأ لجهة كشف مرتكبي العملية والمتورطين فيها. وقالت ان فريق التحقيق يشرف عليه نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي الذي يتولى مهام رئيس الجمهورية. وتوقعت هذه المصادر أن تكون نتائج التحقيق «صاعقة ومدوية»، وأن تكشف حقائق غير محسوبة، خصوصاً أن التفجير كان يهدف الى اغتيال الدولة اليمنية في ظروف استثنائية وشديدة الحساسية تعيشها البلاد. في هذا الوقت، يستعد انصار ومعارضو الرئيس علي عبدالله صالح لتظاهرات حاشدة اليوم بعد الاعلان عن خروجه من العناية الفائقة في احد مستشفيات الرياض حيث يعالج من جروح اصيب بها خلال قصف القصر الرئاسي قبل اسبوع. وأعلنت وكالة انباء «سبأ» اليمنية امس ان صالح غادر غرفة العناية المركزة بعد «نجاح» عملية جراحية في مستشفى عسكري بالرياض. وأكدت «خروج صالح من العناية المركزة الى جناحه الملكي». وأضافت ان «الالعاب النارية والاعيرة المضيئة غطت سماء العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية ابتهاجاً بنجاح العملية الجراحية (التي اجريت للرئيس اليمني) وخروجه». وأطلق انصاره مساء الاربعاء الالعاب النارية ورشقات الرصاص والقذائف الصاروخية بكثافة ابتهاجاً، ما أسفر عن اصابة 80 شخصاً بجروح طفيفة. وينوي انصار الرئيس تنظيم مسيرة اليوم تحت شعار «الوفاء لصالح». وفي المقابل، دعا المعارضون الى التظاهر اليوم ايضاً دفاعاً عن «مطالب الثورة»، وفي مقدمها رحيل صالح.