مليون عربي سجلوا صفحاتهم على موقع الفيس بوك الإلكتروني معظمهم تحت سن الثلاثين، من بين 400 مليون شخص حول العالم.. في عصر النت فرض الشباب واقعهم في عالم افتراضي، مزج الحقيقة بالوهم ومنحهم حرية الاختيار وحق الاعتراض، وكما تبين الاستفتاءات والإحصائيات هما سببان رئيسيان وجها الحركة الشبابية عالميا نحو مواقع التواصل الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية، كما يتهافت الفراش نحو الضوء. وكشفت الشبكة الاجتماعية فيس بوك من خلال مراكزها الإحصائية عن3.456.920 مستخدما في السعودية، بنسبة 13 % من إجمالي السكان، واحتلت الفئة العمرية ما بين 18إلى 24 عاما النسبة الأعلى بين المستخدمين، كانت نسبة الرجال بينهم 69 %، فيما يضع 152 مليون مستخدم بالولايات المتحدةالأمريكية في طليعة الدول المستخدمة لهذا الموقع، تليها إندونيسيا ب35 مليون مستخدم، تليها المملكة المتحدة ب28 مليونا، فتركيا ب26 مليونا، ثم الفلبين ب22 مليون مستخدم. حرية الرأي، تبادل المعلومات، امتزاج الثقافات، اتساع الأفق، مكتسبات إيجابية يقاتل من أجلها شباب النت، في المقابل تكتسحهم صفحات ارتكزت على ذات الإيجابيات في نشر ثقافات الرذيلة والتعصب العقائدي والفكري والعرقي في عالم لا يحده سوى الفكر المنفتح. الهنوف النفيعي قالت إن الإيجابيات في تلك المواقع الاجتماعية أكثر بكثير من تلك السلبية، ولا يخلو أي شيء في الدنيا من الجانبين، وتأمل في أن تتغلب الثقافة الراقية على السلبيات، ولا ترى علاجا لها سوى الرفع من مستوى التوعية على ذات الصفحات، من خلال تبادل الآراء والحوار الهادف، مشيرة إلى أن حرية الرأي منحت الآخر حق التعبير، وهو ما لا يمكن المساس به في أهم مكتسبات عالم النت. في ذلك العالم الإلكتروني أصبحت بعض المواقع والصفحات، تشكل حراكا تعدى الثقافة والفكر، ووصل إلى التجييش ونسج السلوك، وليس أدل على ذلك من مساهمتها في التغييرات السياسية التي شهدها عالمنا العربي مؤخرا ولازال. أماني قالت «بالنسبة لي فأنا أستخدم مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت لمحاولة الاستقاء من ثقافة الآخر، ولا شيء غير تعلم كل جديد، وفتح الآفاق الفكرية، وأسعى دائما إلى نشر تعاليم الدين الإسلامي وما ينسحب تحتها.. وأتمنى من القائمين على بعض تلك المواقع العمل على حجب أي مشاركات تعمل على نشر السموم فكريا بأي شكل كان، رغم أني أدرك مدى صعوبة ذلك إن تكن استحالته، خاصة أن أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية بالملايين».وختمت بالقول: في نهاية الأمر تعتمد إيجابية المشاركات أو سلبيتها على ثقافة الفرد وتوجهاته، وإذا ما كان هناك سلبيات في تلك المواقع فإن سبهها عيب المستخدم وليس المستخدم، فالتقنية منحتنا الإيجابية بحرية المشاركة، والمستخدم قد يعرض سلبياته هو على تلك الصفحات. المعيد في الإعلام بجامعة أم القرى محمد بخاري، يرى أن مواقع التواصل الاجتماعي غيرت مفاهيم الإنترنت والاتصال بشكل كامل.