«إلى من يقرأ خبر وفاتي.. أخبركم أنني اليوم وحيد في قبري جثة بلا حراك، هذه وصيتي إليكم يامن سكبتم العبرات من أعينكم تعبيراً عن لوعتكم لفراقي، إليكم يا من أطلقتم الأنات و الزفرات التي خرجت من صدوركم كمداً لرحيلي ووداعي، لا تقتلوا البسمات، توقفوا عن قتل الابتسامة من محياكم وأعينكم تنزف الدمع الدافئ المالح كملوحة الحزن وألم الوداع، توقفوا أرجوكم عن سكب الدموع وجرح القلوب في عودة من لن يعود أبدا». كتب الشيخ عمر السعر وصيته هذه قبيل وفاته بأيام في مستشفى حائل جراء جلطة في القدم، رحل السعر عن عمر يناهز 37 عاما قضاها بين جنبات المساجد إماما وخطيبا، بين مسجد الحوطي حيث حفظ القرآن، ثم انتقل إلى عدد من المساجد في أداء مهمته الدينية. نشأ الشيخ عمر السعر ابنا وحيدا لوالديه اللذين توفيا منذ وقت طويل، فاتخذ من أبناء حي العزيزية في حائل أهلا له وعزوة، وبالرغم من صعوبة الحياة التي عاشها السعر في بداية حياته إلا أنها كانت له عونا في طاعة الله وتقواه كما يروي المقربون منه. وعن حياته الاجتماعية يقول أحد أصدقائه والذي رمز لاسمه بحرف (م)، ارتبط السعر بزوجة، ولكنه انفصل عنها قبل وفاته بأشهر قليلة، ولم يرزق بأبناء منها، ليعيش وحيدا في أواخر أيامه. ويروي منيف الشمري أحد أصدقاء الراحل، أن شخصيته لن تتكرر في خلقه ومحبته للناس، وكان وفيا لأهالي الحي الذين ترعرع بينهم، ويصفه عماد وهو واحد من أصدقائه الكثر «شخصية جميلة وشخصية تتسم بالهدوء»، وفاضت عيناه بالدموع بعد الحديث عن الشيخ عمر السعر.