إلى أحبتي أبناء محافظة الحٌرّث كم أنا مسرور بقدر الفرح الذي يغمركم لما لا وأنا من شارككم الهم الذي ولجكم وضجت به أروّاحكم طيلة فترة المٌصاب وما شقق أفئدتكم من عذّاب الفرّاق والحرمان الذي عزلكم وعزّلنا جميعاً , آه يا أخوة كم هو مؤلم وأنا أختال تلك العودة لتٌقسم المكان لشقين وتجزأ الإنسان لجراحات مترعة دامية بسبب ذاك الطيف الكئيب الذي يسمى الوداع عندما نودع ما نحب حتماً نستعيد شريط ذكرياتنا التي مضت وكيف للأعوام التي انقضت أن تطوي في ثناياها جٌزء من أرواحنا لتبقى جراحنا تنزف إلى ان يشاء الله ، هنا بسمة وئدت ومٌزجت بأسى كسا روح كل عليل فاقد لمكانة وينادي لعنوانه في المنفى هٌناك خَلف الشبك الذي جعل من المكان مستعمرة لكنها دون مٌستعمر؟ وداعاً موطني انا لي وطن شاسع وسأحدد موطني الجديد به ، كم هو مؤلم أن يشعر الإنسان وبدون سابق إنذار بأن سعادته صٌدرت دون رجعة ؟! هنا حتماً لي أن أقول الودّاع بآهات عندما تنكسر قلوبنا وتختنق عبراتنا وتنعقد ألسنتنا لهذا المٌصاب ، وأقول لكم أهلي ، أحبتي ، ناسي ، عودٌ حميد، لن ننسى اخوتكم أنتم في قلوبنا وإن صٌدرت أراضينا فلأجل الوطن نصتبر ونتجرع المٌر فنهاية كل قصة جميلة أمرٌ مأساوي ، ومن رحم المعاناة يولد الأمل !!! هنا إضطراب في حرفي مابين وداع وأمل ما زلت لا أتصور ولا أصدق أن الوداع حان وأني ضحية كالثيران الثلاثة (كم) ؟! الوداع " تلك الكلمة التي تحمل معاني كثيرة ولا نقدر على تحملها فهي تعني الرحيل ممزوجاً بالعويل هل حانت وبانت حقيقتها المرة ، عودوا أحبتي أبناء الحرث فإن لكم أم حانية تتقد شوق وحنان وأبلغوها مني السلام ... أأنتهى الدرب وجف الحبر من ذاك القلم "وتوالت الأقدار كركام من غمامة وأنبرى الميثاق من فوج الألم "يعزف الناي حٌزناً في ظلامه ربي أسبغ برضاك قلوباً تحتدم "وأجعل البٌعد برداً وأماناً وسلامة.. يحيى عبدالله هزازي [email protected]