يعاني العاملون في محطة الصرف الصحي في المدينةالمنورة الأمرين، إذ يبدأون يومهم مستنشقين الروائح الكريهة ويغادرونها ظهرا لتستقبلهم ألسن الناس بالهمز واللمز. «عكاظ» تجولت في أروقة المحطة البالغة من العمر 20 عاما زهو الأربع الساعات، فرصدت معاناة العاملين فيها، إذ أن العمل رغم مراراته إلا أنه من وجهة نظرهم أقل وجعا من البطالة وسؤال الناس. يذكر فواز ناصر المحمدي والذي يعمل في المحطة منذ نحو ستة أعوام أن 70 في المائة من أفراد المجتمع يشمئز من عملهم، «نظرة الازدراء تتابعنا إلا أن العمل في نهاية المطاف شرف، وأيا تكن نظرة المجتمع، فالدخل من عرق الجبين أفضل من التسكع في الطرقات وسؤال الناس». ويضيف المحمدي «يتوجب على الإدارات في ظل ما يعانيه الموظف أن تلتفت إليه فرغم رفض المجتمع له عريسا، والخطر يحدق به جراء البقاء وسط الفيروسات والبكتيريا تهدد صحة العاملين في ظل مرتب لا يتجاوز 1900 ريال». ويقول محمد سعد الأحمدي «العمل في هذا المجال كأي عمل آخر ولا تهمني نظرة المجتمع، إذ أنها في نهاية المطاف مهنة شريفة تدر دخلا حلالا». ويطالب نايف سعد الحويفي بأن يولي المسؤولون العاملين في المحطة الاهتمام من ناحية الرواتب والترسيم. ويرى نايف الحربي وأيمن فريد ومحمد حسن المحمدي ضرورة وضع بند بدل سمعة في المرتب، مضيفين أنهم يخشون الأمراض من الفيروسات والبكتيريا. من جهته، يشير ممثل الشركة القائمة على التشغيل والصيانة المهندس رضوان أحمد رضوان إلى أنه يعتز بالعاملين في المحطة من مواطنين ومقيمين الذين يعملون في مهنة شريفة تقدم للمجتمع خدمة كبيرة.