أثناء مشاركتي في منتدى الإعلام العربي العاشر في دبي، دار كثير من الجدل الفكري، داخل أروقة المنتدى حول علاقة الفضائيات الإخبارية بالثورات العربية، وهذا الأمر الملتبس، خلط المقدمات بالنتائج، وزاد من غموض المشكلة، وبالتالي تأخر الحلول، فالمشكلة ليست إعلامية، والحلول ليست أمنية بالتأكيد. فالإعلام وحده لا يصنع الحدث، بمعنى أن حراك الشباب العربي في مصر وليبيا واليمن وسوريا، لعب الدور الأساس والمحوري في قيام وتحريك الثورات العربية، كما لعب الشباب عبر نماذج «المواطن الصحفي» دورا فاعلا في توثيق ونشر ما يجري من وقائع على شبكة الإنترنت، ومحركات الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي، فيما قامت الفضائيات الإخبارية، بدور البث اللاحق للأحداث المصورة، وهو دور لازم وأصيل للعمل الإخباري التنافسي، لا مجال للتنصل عنه، وتجاهل ما يجري حولك من أحداث. وفي حديث جانبي على هامش المنتدى عن حساسية بعض الدول العربية من تغطية الأحداث الجارية في أراضيها، قال لي الزميل عبدالرحمن الراشد مدير قناة العربية (إننا ندرك تململ بعض الدول حيال ما تبثه القنوات الإخبارية الفضائية لجهة ما يجري من أحداث، نحن ندرك أن لديهم مشكلة ولكن حلها ليس لدينا، إننا نقوم بعملنا الإعلامي فقط) وهذه نقطة جوهرية حتى لا نحمل النظام الإعلام وزر الإهمال السياسي، وسوء إدارة الأزمات. بمعنى، أن محاولة السياسي معالجة المشكلة على الأرض، عبر حلول إعلامية تعتمد التعتيم الإعلامي على الأحداث، تجاوزتها المرحلة ذهنيا وتقنيا، خاصة مع تعدد القنوات الإخبارية، وتوجه الجمهور نحو شبكات الإعلام الجديد. ويبدو أن الأحداث الجارية في المنطقة العربية، ومتغيرات المشهد الإعلامي غيرت في علاقة الإعلامي بالسياسي، إذ أصبح السياسي يتبع للإعلامي، وأن الإعلام = السياسة. ففي الغرب يقوم الإعلام بدور مهني ومستقل، بينما في العالم العربي، وبسبب ضعف السياسة، أصبح الإعلام أعلى كعبا من السياسة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة