تتفق الدراسات الإعلامية الدولية الصادرة عن المنتدى العالمي للمحررين wef، وكذلك منظمة إفرا العالمية على وجود تحديات كبيرة تواجه اقتصاديات صناعة الصحافة في منطقة الشرق الأوسط. مايعني أهمية إجراء تحولات حادة في المنهجيات الإدارية والتسويقية من جهة، والسياسات التحريرية للصحف من جهة أخرى، تشمل دمج آليات عمل المنتجات الصحافية، المطبوعة والإلكترونية والمرئية ومحتوى الهاتف المتحرك، داخل صالة التحرير ومراكز الأخبار بطريقة ذكية ومحورية وتفاعلية بين العاملين على الوسائل؛ لتحقيق الجدوى الاقتصادية والإعلامية الكاملتين للمواد التحريرية، وكذلك تطوير الصحيفة بنسختيها الورقية والإلكترونية بشكل متواز، وليس متناسخا، بمعنى وجود مواد خاصة وحصرية للصحيفة الإلكترونية تتفق وجمهور شبكة الإنترنت أو الهاتف المتحرك. كما تشمل التوجهات الجديدة في صناعة الصحافة الحديثة استثمار منصات الإعلام الجديد لجهة المحتوى الأخباري للهاتف المتحرك، أو مواقع ومحركات الشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت لجهة التكامل، وتعزيز الحضور الإعلامي للصحيفة جماهيريا، ومواكبة تفاعل القراء مع تقنيات (الجوال) وشبكة الإنترنت من خلال علاقة تفاعلية وتبادلية، تسمح بتواصل الصحيفة مع جمهورها بشكل دائم من جهة، واستقطاب جمهور جديد ومتنام من جهة أخرى. فالتحديات الماثلة أمام اقتصاديات الصحافة تستدعي أيضا إجراء تحولات واسعة في ثقافة عملية الإنتاج الصحافي، بمعنى الانتقال إلى المواد المختصرة والمكثفة والمضغوطة، والاعتماد على الصور والعناوين الرئيسة من جهة، والتركيز على صناعة المواد الخاصة والحصرية للوسيلة الإعلامية من جهة أخرى. ففي الدول المتقدمة، نجد أن الصحافة تعد المحرك الرئيس لصناعة الأخبار، بينما تقوم الشبكات التلفزيوينة بنقل ومعالجة ماتنشره الصحف اليومية، في حين نجد أن بعض صحافة منطقة الشرق الأوسط تقوم بنشر ما تبثه الفضائيات، وهنا الإشكالية، فالأصل أن تقوم الصحافة ببناء الأخبار وصناعتها، وتحديد أولويات واتجاهات القنوات الأخبارية، لا العكس. فالجمهور لن يدفع مالا لشراء صحف إعلامية سبق أن شاهد محتواها التحريري على شاشات التلفزة، وعندما تفقد الصحيفة القارئ، تفقد المعلن، والعكس صحيح. والتحديات الاقتصادية والجماهيرية للوسائل الإعلامية لاتقتصر على صناعة الصحف، فالقنوات الفضائية، الإخبارية منها والترفيهية، تواجه تحديات قادمة لجهة خطر تلفزيون الإنترنت، وقناة اليوتيب على صناعة التلفزيون المعاصر، والذي قد يتعاظم من خلال شراكة استراتيجية بين (يوتيب) وبعض المحركات العملاقة على شبكة الإنترنت من جهة، وبعض الشبكات التلفزيونية من جهة أخرى، ليتشكل نوع جديد من تلفزيون الإنترنت العالمي، يعيد تشكيل ثقافة المشاهدة السائدة لجهة تمكين الجمهور من المشاهدة والاسترجاع في أي وقت، ولأي مادة بصرية، ما يطرح تساؤلا هنا حول مستقبل صناعة الإعلان بشكلها السائد؟.. وهذا موضوع آخر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة