فى وقت لم نعد نقتنع فيه بأن الإعلام هو فقط شاهد على الواقع وليس أحد محركاته، يلاحظ المتتبع للمشهد الرياضي السعودي خلال العقود الثلاثة الأخيرة فارق التوقيت بين المنجزات الإعلامية والرياضية فنحن لم نكن نملك قناة رياضية واحدة متخصصة عندما تربعنا على عرش آسيا. وبنينا منتخبا أصبح سفيرا آسيويا دائما فى كأس العالم قبل أن يحقق الإعلام طفرته فى صورة قنوات رياضية متعددة و تغطيات متنوعة و حضور فضائي غني بالتخصصية. ملكنا شجاعة مقارعة كبار العالم قبل أن نملك هذا الكم من برامج الحوار و التغطيات الواسعة و الشاملة لكل ماهو مهم وتافه وأشرطة أخبار يتجاوز طولها المسافة بين ما كنا عليه وما أصبحنا فيه. فارق لا نستطيع معه أن نغض الطرف أو نمارس تزيين النية حول مدى مساهمة الإعلام فى ما وصلت إليه رياضتنا. فبمرور الوقت وتعاقب الإنجازات امتلك الإعلام الأدوات التى مكنته من ممارسة نفوذه وتأثيره فتحول من ممارسة الركض خلف الحدث إلى ما يشبه المتكئ واضعا ساقا على ساق يختار من يشاء ليقول مايريده هو. فأصبحنا نرى التهافت على تحقيق حضور إعلامي من خلال مداخلات متكررة و متعاقبة في كافة البرامج الرياضية، تهافت انجرف معه صانعو الرياضة خلف المساحات الإعلامية محاولين ممارسة مايعتقدون أنهم يجيدونه تاركين معها المنافسة داخل الملعب لمن لا حول لهم ولاقوة سوى الركض خلف الكرة. مداخلات تتعجب من تكرارها و انتقالها من قناة إلى قناة متبوعة بتعقيب من المنافس ويلي التعقيب تعقيب حتى يصاب المتلقى بحالة من الذهول لا يملك معها سوى البحث عن إجابة لسؤال موغل فى البراءة إن كان الجميع متسمرا أمام هذه القنوات فمن يعمل إذا؟ سؤال أعتقد أننا بتنا بحاجة ماسة لإيجاد إجابته قبل أن تزداد فجوة التوقيت اتساعا. انتصارات ولكن قد نتفق على أن إيجابية فوز برشلونة بكأس الأبطال تكمن في دعم الاعتماد على كرة قدم جذابة كونها تحقق بطولات. لكن ما مدى إيجابية إقصاء الهلال من كأس آسيا فى ظل تخبط اتحادي طوال العام؟.