ستكون صعبة إن لم تكن مستحيلة عودة الرئيس علي صالح إلى صنعاء بعد مغادرته للعلاج، لأن ما حدث يوم الجمعة كان مؤشرا قويا على أن المواجهات لم يعد لها ضابط ولا حدود بعد أن وصلت إلى قصف الجامع الذي كان يصلي فيه الرئيس وأركان حكمه، رغم كل الاحتياطات والتحصينات.. ربما كانت الحادثة قدرا إنقاذيا لخروج الرئيس بعد المأزق الكبير الذي زج بنفسه فيه بعد رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية، ظنا منه أنه قادر على اللعب بالأوراق لصالحه كما يشاء، لكنه اكتشف أنها بدأت تحترق سريعا بين يديه حتى كادت تحرقه في النهاية.. إذا كان الرئيس صالح يريد الخير لليمن فعليه عدم الإصغاء للمقولات الطنانة الفارغة التي يرددها بعض رموز الإعلام الرسمي اليمني والمستفيدين من الوضع الراهن بأن الشرعية لا زالت متمثلة في الرئيس وأنه لا بد أن يعود بعد العلاج رئيسا كما كان ليقود المواجهة من جديد.. المواجهة لم تتوقف حتى بعد خروج الرئيس، ما يعني أنها معركة مصيرية ضد النظام بكل ما فيه، قد تخف وطأتها بعد أيام في غياب الرئيس، لكنها حتما ستكون كارثية على اليمن فيما لو أصر على الرجوع. لقد بدأت الترتيبات لمرحلة ما بعد علي صالح فور مغادرته باجتماع السفير الأمريكي بنائب الرئيس، لكن في الوقت ذاته ظهرت مؤشرات غير مريحة حين بدأت ساحات التغيير تتحدث بلهجة رافضة لكل التسويات السابقة، بما فيها بنود المبادرة الخليجية.. الوضع شائك جدا لأن الجيش غير منحاز كليا للثورة حتى يحميها، واللقاء المشترك لن يكون في وضع يمثل شرعية الشعب، ونائب الرئيس ليس في وضع أفضل لأنه حتى لو لم يكن متورطا بشكل واضح في المواجهات، فإنه يظل محسوبا على النظام الذي تريد المعارضة إنهاءه، ولهذا نخشى أن تنتهي مشكلة لتبدأ مشكلة أكبر في أوضاع لا يوجد أسوأ منها.. نخشى أن تتفجر الساحة اليمنية وتحرق كل ما تبقى إذا بدأت المزايدات، وانتهت إلى مواجهات كل همها القفز إلى السلطة بعد تصفية الحسابات، وليحدث ما يحدث لليمن وشعب اليمن.. ولتفادي ذلك لا بد من عودة العقلاء إلى محاولاتهم لإنقاذ اليمن، ولا بد أن يكون اليمنيون أكثر وعيا بما يمكن أن ينتهي إليه وطنهم. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة