في الوقت الذي ترتفع فيه تكاليف إنتاج الأفلام في الشرق الأوسط وسط تغيرات مجتمعية وسياسية، أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن تقديم منح لتمويل 25 فيلما جديدا في مختلف مراحل الإنتاج، ودعت العالم العربي إلى المزيد من التعاون لتقديم الدعم المالي الجماعي لمساندة رواة القصص من المنطقة. قدمت هذه المنح لتمويل أفلام في مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج، وستوفر الدعم المالي اللازم في العالم العربي لإخراج العديد من القصص والأفلام إلى الحياة، في أولى مرحلتين من تقديم المنح، قدمت المؤسسة تمويلا لخمسة أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، و12 فيلما في مرحلة الإنتاج وثمانية منح لابتكار مشاريع أفلام لصانعي أفلام من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد وزعت المنح لتعكس تنوع الأصوات في هذه المنطقة، حيث استفاد منها صانعو أفلام من مصر، الجزائر، لبنان، فلسطين، سوريا، الأردن، تونس والمغرب. تتميز الأفلام المختارة بتنوعها وشمولها، حيث تعالج مواضيع رياضية وعائلية تركز على إدراك الذات والحياة، وتحتفل بحرية التعبير في الشرق الأوسط، وتعرض روايات عن الحب والعلاقات العاطفية، إضافة إلى دراما سياسية حول آثار الحرب الأهلية. وقالت أماندا بالمر المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام، متحدثة عن أسباب ودوافع مبادرات التمويل: «لقد عانت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دائما للحصول على تمويل من العالم العربي، وهذا العام وجدنا أن التغيير الذي حدث أدى إلى زيادة في ميزانيات الإنتاج ما جعل الأمر أكثر صعوبة على صانعي الأفلام لينتجوا أفلامهم، ومن المهم جدا أكثر من أي وقت مضى أن تقوم مؤسسات مثل الدوحة للأفلام بدعم صانعي الأفلام وتشجيع الآخرين أيضا في العالم العربي على مساندة هذه الصناعة في هذه الأوقات المتقلبة التي تشهد الكثير من التغيرات، ومن المهم الإشارة إلى أن الدعم لايتوقف عند صانعي الأفلام المحترفين فحسب، بل تقدم في كثير من الحالات الدعم اللازم للمواهب الصاعدة التي تكافح؛ لأن توصل صوتها، وبالتالي سيمكنهم الدعم المالي من نقل نصوصهم إلى الشاشة». من جانبه، قال عضو مجلس إدارة المهرجان الشيخ جبر بن يوسف آل ثاني «يعد تمويل الأفلام خطوة مهمة أخرى، وهو أمر حيوى جدا لبناء مصداقية دائمة لصناعة السينما المحلية والإقليمية». وتواصل المؤسسة تمويل الأفلام اعتمادا على نجاح المبادرات التمويلية والثقافية في العام الماضي. في 2010، دعمت المؤسسة ستة أفلام من الشرق الأوسط هي «حاوي» (إبراهيم البطوط)، إنسان شريف (جان كلود قدسي)، بدون موبايل (سامح زعبي)، تيتا ألف مرة (محمود قعبور)، الجبل (غسان سلهب)، وهلق لوين (نادين لبكي)، إضافة إلى ذلك، أعلنت المؤسسة أيضا عن الإنتاج الدولي المشترك الأول لفيلم «الذهب الأسود» مع شركة كوينتا للإعلام، وهو فيلم عن ملحمة عربية عائلية بقيمة 55 مليون دولار للمخرج المعروف جان جاكأنو،من بطولة أنطونيو باندريراس، فريدا بينتو، طاهر رحيم ومارك سترونغ. إلى جانب تمويل 25 فيلما، تستقبل مؤسسة الدوحة للأفلام طلبات جديدة لتقديم التمويل للأفلام من 1 إلى 15 يوليو 2011. ستراجع جميع الطلبات من قبل لجنة الاختيار في المؤسسة وسيعلن عن المتقدمين الناجحين في مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي في أكتوبر 2011. أما بالنسبة للدورة الثانية من تقديم الطلبات، فتدعو المؤسسة صانعي الأفلام من منطقة شمال إفريقيا لتقديم مشاريعهم المستقبلية للحصول على التمويل اللازم، وستركز أيضا على الاستثمار في مشاريع إقليمية ودولية أكبر ضمن اتفاقيات الإنتاج المشترك. والحاصلون على التمويل في مرحلة بعد الإنتاج هم خالد الحجار من مصر على فيلمه الروائي الطويل «الشوق»، ومرزاق الواشي من الجزائر على فيلمه الوثائقي الطويل «نورمال»، والمصري محمود عمر على فيلمه الوثائقي القصير «السودان، الأرض، الموسيقى»، واللبنانية تمارا ستيبنيان على فيلمها الروائي القصير «19 فبراير»، والفلسطينية لينا العبد على فيلمها الوثائقي الطويل «الحنين». أما الحاصلون على الدعم في مرحلة الإنتاج فهم اللبناني مايكل كمون على فيلمه الروائي الطويل «بيروت هولدم»، والتونسية كوثر بن هانيا على فيلمها الروائي الطويل «شالط تونس»، واللبنانية إليان رحاب على فيلمها الوثائقي الطويل «الاعتراف»، والفلسطيني أسامة بواردي على فيلمه الروائي القصير «توق»، والجزائري طارق تيجواي على فيلمه الروائي الطويل «ابن بطوطة»، والمصرية صفاء فتحي على فيلمها الروائي الطويل «محمد أنقذ المياه»، والسوري محمد ملص عن فيلمه الروائي الطويل «سينما موسكوي»، والتونسي الأمريكي مجري ومات بيترسون على فيلمه الروائي الطويل «ملاحظات حول أوديسا تونسية»، والفلسطينية عزة الحسن عن فيلمها الروائي القصير «اشاعات»، واللبنانية ميرفا فضول عن فيلمها الروائي القصير «تيتا»، واللبناني هشام برزي عن فيلمه الروائي الطويل «حتى الصباح»، والمصري تامر عزت عن فيلمه الروائي الطويل «عندنا ولد»، واللبناني علي محمود عن فيلمه الوثائقي الطويل «إسفلت»، واللبنانية ديما الجندي عن الفيلم الوثائقي الطويل «دونا سيزاريا»، والمغربي الفرنسي عن فيلمه الروائي الطويل «فيفرس»، والفلسطيني باسل خليل عن فيلمه الروائي الطويل «أسبوع غزاوي»، واللبناني مازن خالد عن فيلمه الروائي الطويل «هاوسكيينج»، والأردني زياد أبوحمدان عن فيلمه الروائي الطويل «نوستالجيا»، واللبناني نيام عيتاني عن فيلمه الروائي الطويل «وادعا أبي»، واللبناني أحمد غصين عن الفيلم الروائي الطويل «رأسا على عقب».