باتت الأزياء والحلي النسائية القديمة في منطقة الباحة في طي النسيان، مع ما خلفته ثورة الموضة من تنوع وتعدد في الملبوسات والإكسسوارات، وما يتبعهما من مساحيق تجميلية مختلفة لا تنسجم مع تلك الأزياء القديمة والبسيطة. سابقا كانت تقتصر الثياب النسائية على ثلاثة ألوان لا تكاد تتجاوزها، وهي الأسود، الأحمر، والأخضر، غير أن اللون الأسود كان يطغى عليها ويحضر بشكل لافت في البيت والمناسبات، وغالبا ما تكون المناسبة إما حفلة زفاف أو اجتماع عائلي. في إحدى صالات عرض متحف شيخ قبيلة بلجرشي محمد بن مصبح، والذي خصص ركنا يحوي الملبوسات والحلي النسائية بمختلف ألوانها وطريقة خياطتها وزينتها، أشار إلى أن القماش الذي تستخدمه النساء في ذلك الوقت وقبل نحو 40 عاما يسمى (الستن) وتتم حياكة الثوب وتزيينه بالنقوش يدويا، وبالرغم من كون صناعته مرهقة وتستغرق وقتا طويلا، إلا أن سعره لم يكن يتجاوز 30 ريالا، في حين يصل سعره حاليا إلى أكثر من ألف ريال، بالرغم من أن حياكته تتم بطريقة آلية عن طريق المكائن، ومع ذلك فإنه لا يجد إقبالا؛ لانصراف نساء المنطقة عن لبسه بسبب سعره الباهظ. ولفت ابن مصبح إلى أن المرأة كانت تظهر بكامل زينتها في حفلة الزواج، مرتدية الثوب المزين بالنقوش الملونة من جهة الصدر والأكمام، وتحيط خصرها بالحقو، وهو نطاق يشبه الحزام أو بحزام آخر يسمى المطموس، فيما تتدلى من رقبتها القلادة المصنوعة من الخرز الأسود والأحمر، إضافة للمخنقة وهي طوق صغير تضعه حول الرقبة، والمفرد وهو نوع من الخرز تضعه على معصم الكف، وخرص تضعه على الأذن، كما تزين أصابع الكف بالختم التي تشبه الدبلة حاليا، فيما تضع على رأسها الشيلة وتغطيها بالمسفع أو المعصب، ويكون لونه عادة أحمر أو أصفر، كما تضع على الرأس حلقة من الفضة تسمى الشناق، وخزام تضعه على طرف الأنف، حتى تكتمل زينتها بذلك اللبس بعد تزيين بطن الكف والقدم بالحناء. وأكد ابن مصبح أن تلك الحلي لم يعد لها وجود في الوقت الحاضر، عدا قلة من كبيرات السن اللاتي يلبسن بعضا منها، كالحوكة البيضاء والمسعف، مضيفا أن الموضة القديمة لم تعد مناسبة لفتيات العصر الحالي، «لذلك فإنهن لا يقبلن عليها ولا يفكرن حتى في لبسها أو اقتنائها».