عاد تفنن وتطوير واهتمام معظم سكان بلاد آل تليد في الزي البدوي القديم بعد أن أوشك على الانقراض اليوم يعود ولكن بتكاليف أسعار خياليه خصوصاً ملابس النساء . ولفت انتباهي وقوف عدد من البنات أمام المراية يرتدينا الزي البدوي القديم لا يتجاوز عمر الكبيرة منهن الست السنوات كل واحدة منهن تتأمل وتتباها في حسنها وجمالها وهي ترتدي هذا الزي البدوي . فاستغربت من هذا المشهد وعند السؤال الموجه لمجموعة من الأقارب وبحضور الطقم الذي كان أمام المراية عن سبب انتشار هذه الظاهرة والتي تعرف باسم ( الحوكة ) وهذا الاسم شامل للملابس البدوية ( الرجالية والنسائية ) جميعاً فكانت الإجابات تتهافت من جميع الاتجاهات من الصغار والكبار والإجابة واحدة : هذه الموضة هذه الموضة والبعض يقولها وبحماس وخصوصاً إجابة بنت لا يتجاوز عمرها الخمس السنوات عند ما رفعت يدها بتعجب وكأنها تعاتبني عن عدم معرفتي أنها الموضة عند النساء في مجتمعا الآن. فزاد هذا الحماس استغرابي أكثر فأكثر: وخصوصاً من هذه البنت الصغيرة فقلت أليس كانت قد أوشكت على الانقراض في مجتمعنا قالوا : بلا قلت فكيف عادت وأصبحت هي الموضة الأن قالوا السبب هوا التطوير والتفنن واهتمام معظم سكان بلاد آل تليد وتهامة قحطان في هذا التراث البدوي القديم بعد أن أوشك على الانقراض اليوم يعود ولكن بتكاليف أسعار خياليه فقلت : كم يكون قيمة هذه ( الحوكة ) فكانت الإجابة هي : تختلف الأسعار حسب المقاس وحسب القماش وحسب النقش وحسب التطريز ويزداد الثمن كلما زاد الاهتمام بالتطريز فقلت : كم تصل أعلا تكلفة تقريباُ لطقم ملابس نسائي متكامل . كانت الإجابة هي أعلا تكلفة قد تصل إلى 3300 ريال تقريباً طبعا مع قيمة الحلّي وهو (اللبابة - والمخنقة - والجولة ) والبعض يلبس من هذه الأنواع نوعين صغيره وكبيره والبعض يلبس ما ينوب عنها من الذهب او الكرستال وأسعارها كلآتي تقريباً ( اللبابة ) : ويصل سعرها إلى 300 ريال (أللآطة ) : ويصل سعرها إلى 500 ريال (المخنقة ): ويصل سعرها إلى 600 ريال أما الملابس فهي كلآتي : (الغطوه) ويصل سعرها إلى 1000 تقريباً ( الشيلة ) : ويصل سعرها إلى 400 تقريباً ( الجبه ) : ويصل سعرها إلى 500 ريال تقريباً ( الوزرة ) : وهي ثياب تشترى جاهزة تستورد من الهند ومن اليمن والتي يتم استيرادها من اليمن هي الأفضل والسبب أنها تصنع يدوياً ويصل سعرها إلى 150 ريال تقريباً أما التي ترد من الهند فلا يتجاوز سعرها 60 ريال هذا بالنسبة للملابس . ( الطفشة ) وهي زينة العروس قديماً ويصل سعرها إلى (500) ريال تقريباً وقد أوشكت على الانقراض فلم يعد يهتم بلبسها في مناسبات الزواج . قلت هل وصل ارتفاع الأسعار إلى الزي البدوي القديم قالوا : نعم قلت أكيد أن شركة سابك هي المصنعة للخرز المستخدم في هذا الزي ورفعت سعره مع ارتفاع أسعار الحديد أو أن لسياسة بوش وحرب العراق وارتفاع البترول علاقة في ارتفاع أسعار هذه الملابس ما مادام وصلت لهذا السعر قالوا : لا ليس لما ذكرت علاقة قد يكون هناك ارتفاع بسيط مع ارتفاع الأسعار ولكن ليس هي السبب فما هو السبب إذن السبب هو : اختيار أفخم أنواع الأقمشة ثم تطريزها بأفضل أنواع الخيوط على مكائن تطريز حديثة يوجد بها أشكال نقوش عديدة ثم تطريزها يدوياً بأفضل أنواع الخرز وبأي شكل يتم اختياره ودائماً يبحث عن الإشكال الجميلة والجديدة وهي تستغرق أوقات طويلة قد تصل إلى أكثر من ثلاثة أشهر أحياناً للطقم الواحد وهذا السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار وكذلك كثرة الطلب على هذا العمل . إذا هذا سبب الحماس ورفع الأيادي والزعل قالوا لا تلومها فكأنها تقول بعد انتظار هذه المدة الطويلة على أحر من الجمر لتجهيز هذا الزي تسأل هذا السؤال إذاً الكثير والكثير لا يعرف تكاليف وقيمة هذا الزي البدوي القديم وخصوصاً من نفس المجتمع في بلاد ال تليد هذه الصورة لموروث اجتماعي كان سائداً في بلاد ال تليد فلقد كان أجمل وأهم ما ترتديه المرأة العروس هي ( الطفشة ) ومن أثمن الأزياء الموجودة في الماضي وتعتبر العلامة التي تتميز بها العروس عن غيرها فلا يحق لأي امرأة أن تقوم بلبسها بهذا الشكل إلا العروس فقط أما بقية النساء أذا أردنا لبسها فيجب عليهن تغطيتها بقماش ابيض يغطي جميع محتوياتها. هذه صورة لطفلة تلبس الزي البدوي وهي تُصّر على تناول البسكويت أثناء التصوير رغم أن البسكوت لم يكن من ضمن الأكلات الشعبية عند البدو قديماً فقد كانوا لا يعرفون غير البر والسمن والعسل واللحم والمرق والعصيدة والحليب واللبن والمثرودة والمغّبره والمرقوق. كاتب التقرير/ سعيد بن يحيى التليدي