يؤمن عدد من أصحاب محال غسيل وكي الملابس بأن هذا المشروع من المشاريع التي يصاحب فترة إنشائها بعض المتاعب من حيث التكلفة المادية أو انتقاء العامل الذي يستطيع جذب زبائنه من خلال بعض المقومات التي يتم على أساسها إصدار حكم الرضا عليه أو العكس وصاحب الحكم في ذلك هو الزبون. محمد الأسمري صاحب أحد محال غسيل وكي الملابس في أبها تحدث ل «عكاظ» بقوله، «مغسلة الملابس من المحال التي لا يمكن الاستغناء عنها بالرغم من وجود آلات الغسيل في المنازل وكذلك ما قامت به بعض المتاجر الكبرى من توفير أجهزة الكي المنزلية الحديثة». ولكن تبقى محال كي وغسيل الملابس من المشاريع التي لا تخسر إلا نادرا، خاصة إذا ما راعى صاحب المشروع عاملين مهمين هما الموقع الجيد والعامل النظيف المخلص. وأوضح حاسن العمري أن البيروقراطية التي تنتهجها بعض الدوائر الحكومية حينما يريد المواطن فتح مشروع تجاري تعتبر من المعوقات التي تجعل المستثمر السعودي يكبح جماح حماسه لمواصلة تنفيذ مشاريعه التجارية، مطالبا بوضع آليات مرنة نوعا ما لتحفيز الشباب السعودي على الدخول في مهنة التجارة الواسعة، مشيرا إلى أن لديه ثلاث مغاسل تدر عليه دخلا شهريا يقارب تسعة آلاف ريال، أي بمعدل يقارب 108 آلاف ريال في العام الواحد. وألمح العمري إلى أن أخذ مبلغ ثابت شهريا من العامل أفضل بكثير من إعطاء الراتب له لأنه قد لا يعمل جيدا حينما يعرف بأن راتبه سيصله نهاية كل شهر مهما كان دخل المحل منخفضا بينما إذا كان ملزما بدفع مبلغ لصاحب المحل ودفع الإيجار وتوفير لوازم الغسيل والكي حينها سيكون جهده مضاعفا ليخرج بأرباح له نهاية كل شهر. من جهته، قال أمين، وهو وافد عربي يعمل في إحدى مغاسل الملابس في أبها، «أنا أعمل براتب شهري قدره 1500 ريال، وأتحمل الكثير من الضغوط بسبب بعض الصدامات والاختلافات مع الزبائن حول الأسعار، فمنهم من يدفع لك مبلغا يقل عن المسجل في الفاتورة بداعي أنه زبون دائم للمحل، وهذا يجعل صاحب المحل يخصم ذلك من راتبي كلما وجد عجزا في الفواتير»، وعن معايير استمرار الزبائن في محل واحد لغسيل ملابسهم، أوضح أمين بأن النظافة والكي الجيد والتعامل البشوش من قبل العامل تعتبر من الأسباب التي تجعل الزبون يحرص على ارتياد المغسلة بشكل دائم، وعن السلبيات التي يعاني منها العاملون في مغاسل الملابس ذكر مخلص أيوب (باكستاني)، بأن ضياع الملابس هو أكبر مشكلة يواجهها أصحاب الملابس والعمال، حيث يصر بعض الزبائن على العثور عليها ورفض التعويض المقدم له عوضا عنها، وفي أحيان أخرى يقوم صاحب تلك الملبوسات الضائعة بإبلاغ الجهات الأمنية وغالبا تنتهي تلك الإشكالية بالتراضي بين الطرفين بعد تعويض المتضرر. وطالب عدد من أصحاب المغاسل الشباب بأن يقوموا بالمتاجرة في مثل هذه المشاريع التي تخلف وراءها أرباحا مغرية شريطة الصبر والإخلاص في العمل، وأجمعوا على أن عددا من الوافدين يجنون أرباحا طائلة من خلال استئجارهم لمثل هذه المحال وإعطاء أصحابها مبالغ مقطوعة شهريا.