سعيد لبان لاعب نادي الوحدة بمكة في الثمانينات الهجرية قدم من نادي العلمين بمكة وسجل في كشوفات نادي الوحدة وكانت أول مشاركاته في الدوري عام 1384ه. لاعب فنان بمعنى الكلمة - يمتلك إمكانات فنية ومهارات جسمية يطيح بها أفضل المدافعين - يتحكم في الكرة وهو في أقصى سرعته ، يمتاز بدهائه في تمرير الكرات للماهجمين في الأماكن المناسبة التي لا تكلف المهاجمين مجهوداً في وضع الكرة في الشباك- يسجل أهدافاً قاتلة بمهاراته الفردية، متمكن في استخدام رأسه في تسجيل الأهداف، ذو شخصية قوية في الملعب، مراوغ من الطراز الأول بالرغم من وعورة أرضية الملاعب ، كان علامة فارقة في فريق الوحدة ، عدم وجوده في المباراة يؤثر بنسبة كبيرة في مستوى الوحدة ونتائجها في أكثر الأحيان، يمتع الجماهير الوحداوية والأندية الأخرى بعطائه وأدائه. لقد كان قدوتي رحمه الله ، في لعبة كرة القدم قبل أن اسجل في كشوفات نادي الوحدة وأثناء مزاولتي للتمارين في نادي الشباب الذي تشرفت باللعب معه ضمن فريق الناشئين ، وتعلمت من لاعبيه الكبار والصغار الكثير من المهارات والفنيات ، وقد كنت أحضر أخر مناورة لفريق الوحدة لأشاهد سعيد لبان في مراوغته وأسلوبه في اللعب، وأطبق ذلك في مباريات المدرسة وأندية الحواري ومناورات نادي الشباب، وعند حضور مباراة الوحدة يشغلني سعيد لبان عند مشاهدة الآخرين حيث أنتظر متى تأتيه الكرة وماذا يفعل،حتى سنحت لي الفرصة في التسجيل بكشوفات نادي الوحدة ضمن فريق الناشئين ، فكنت أستفيد يوماً بعد يوم من مهاراته ومراوغته وزادني ذلك توجيهه لي قبل المباريات ثم في التمارين عندما صعدت للفريق الأول، وأخيراً لعبت معه بعض المباريات الودية ثم اشركني في مباريات رسمية بعض الوقت وكان خير معين وداعم لي. وبعد احساسه بالآم في بطنه ومراجعة للاطباء سلم أمره لله وترك الكرة وكنت أنا اللاعب الذي اختارني وأبدى رأيه للادارة لأحل مكانه ولبست فانلته والله ثم والله لم أصل إلى ما وصل إليه من مهارات وامكانات فنية ولكن كنت أحاول أن أقدم شىء من مستواه حتى يبقى في ذاكرة الجمهور الرياضي في المملكة ، ولا ينسى في حياته وبعد مماته، ولعبت السنين التي مثلت فيها الوحدة والمنتخب وهو يوجهني ويشجعني قبل المباريات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من مستوى..ولم تترك الاصابة التي قدرها الله لي لتنفيذ كل توجيهاته في خدمة نادي الوحدة الحبيب وتركت الكرة وأصبحنا الاثنين في الهواء سواء رغم اختلاف السبب كما قال الشاعر: ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد وبالأسى والحزن ودعناه في يوم فضيل يوم الجمعة 7/7/1432ه ، فقد كان عملاقاً في حياته وذكرى في قلوب الجماهير الرياضية بعد مماته وخاصة جمهور الوحدة الذي تغنى به في الثمانينات زميله فرج المبروك رحمه الله ضمن أسطوانه لا تنسى فقال: أما سعيد لبان يازينة الميدان وأخيراً أدعو الله أن يغفر له ويسكنه فسيج جناته...انه سميع مجيب. حامد أحمد عبدالله سبحي / لاعب نادي الوحدة