إنه لشرف لنا أن جعل الله تعالى أفئدة عباده المؤمنين المخلصين تهفو إلى أشرف وأطهر البقاع، إلى مكةالمكرمة، حيث بيت الله الحرام، قلب بلادنا الغالية، وكذلك المدينةالمنورة، حاضنة الدعوة على صاحبها الصلاة والسلام. ومنذ مئات السنين، آباؤنا وأجدادنا تولوا مهمة خدمة الحجيج والزائرين، ييسرون لهم أداء المناسك والشعائر، حسبما كانت تسمح به ظروف العصر قبل أن يكرمنا الله تعالى بالنفط وغيره من نعم الدنيا. وخدمة الحرمين الشريفين هي في اعتقادي تسري في دماء كل مواطن سعودي، حتى أولئك الذين يبتغون من وراء هذه الخدمات كسبا ماديا ولا حرج عليهم في ذلك فالجميع يسعى لنيل الأجر الأكبر والثواب الأعظم من الله تعالى. ولم تدخر حكومات بلادنا جهدا، ولم تبخل بمال، من أجل تطوير مكةوالمدينة بشكل عام، والحرمين الشريفين بوجه خاص، والقادمون إلينا من كل أنحاء المعمورة يشهدون بمدى الاهتمام والرعاية التي توجهها البلاد لهاتين البقعتين الشريفتين، ويكفي أن ارتبط الحرمان الشريفان باسم مليكنا حين فضل أن يربط اسمه بخدمة الحرمين، على أن يلقب بصاحب الجلالة أو الفخامة أو غيرها من الألقاب. أذكر هذا كله تعقيبا على حديث صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية خلال حفل جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، الذي اختتم فعالياته مؤخرا في المدينةالمنورة، والذي أشار فيه إلى ما يتردد من إساءة لدور المملكة والمزايدة على مواقفها، من بعض وسائل الإعلام، وأضاف سموه: إن الذي يجحد الجهود أو وضعها أو ينكر أو يحاول أن يضلل عليها، فهو بين أمرين: إما حاقد أو حاسد. ورحب سموه بأي مسؤول يريد أن يتعرف على ما تقوم به المملكة من جهود لخدمة الإسلام والمسلمين ودعم الاستقرار والأمن. هناك بالفعل من يسعى إلى تشويه الصورة، ويبث الأكاذيب والافتراءات عبر وسائل الإعلام التي باعت ضمائرها المهنية، وفقدت صوتها ومصداقيتها، ورغم ذلك كله، فإن الملايين التي تأتي سنويا للحج والعمرة، بل وتلك الملايين المقيمة في البلاد، لتشهد بحقيقة ما نحن عليه من أمن واستقرار، وما يقدم من خدمات للحجاج والزائرين والمقيمين على أرضنا الطيبة. لقد قال لي صديق عربي مسلم ذات يوم: لو أن الحرمين الشريفين في أمريكا، أقوى وأغنى العالم، ما كانت لها أن تقوم بمثل ما تقوم به هذه البلاد من سعي دؤوب لتطوير الحرمين الشريفين. والحقيقة التي يجب أن يدركها الحاقدون والحاسدون، هي أننا حكومة وأفرادا لا نفعل ذلك منتظرين الشكر من الناس، ولا من باب الدعاية، ولو أردنا ذلك فلدينا من القدرات ما يجعلنا نصدع أدمغة البشرية بمنجزاتنا، لكننا نفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى أولا وأخيرا، ولأننا هكذا نشأنا ووجدنا الآباء والأجداد يفعلون، بل ويتسابقون، وليأت هؤلاء الحاقدون والحاسدون إلى الحرمين في رمضان، أو في يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، ليشهدوا لوحة رائعة من التنافس بين كبارنا وأطفالنا، نحو إعداد وجبات الإفطار للصائمين، ابتغاء مرضاة الله تعالى وحده. نفعل ذلك، وسنواصل أجيالا وأجيالا السير على هذا المنهج الكريم، لا أمام الشاشات الفضائية رغبة في الظهور، ولكنه يفعل لأننا نؤمن أننا جميعا قادة وشعبا خدام الحرمين الشريفين .. وكفى بها نعمة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة