تشهد جدة اليوم انطلاق المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثاني الذي وجهت إليه جمعية البيئة السعودية بإشراف الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تحت شعار «تبادل وتطوير واستدامة» في وقت يشهد فيه العالم الكثير من المتغيرات البيئية والكوارث والأعاصير والتقلبات المناخية والجفاف وموجات الحر وكافة أشكال وألوان التلوث والزلازل والبراكين وغير ذلك من أوجه المهددات البيئية. ومن وجهة نظري فإن هذا المنتدى يمثل أهمية كبيرة لعدة اعتبارات أهمها أنها تمثل رسالة سعودية لكل العالم في أن البيئة أصبحت الآن تعاني كثيرا عن السابق، فكل المؤشرات والدراسات تؤكد ذلك، خصوصا معاناة العالم مع التغير المناخي الذي يتسبب في زيادة الظواهر المناخية الشديدة، مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات والأعاصير وغير ذلك. ثانيا، أن المنتدى يبحث الكثير من الإشكاليات البيئية التي بالتأكيد يمكن الحد منها وتداركها مستقبلا من أجل الأجيال القادمة، ولاسيما في ظل ما يشهده العالم من توسع آفاق الصناعات وانبعاث الغازات وظاهرة الاحتباس الحراري وغير ذلك، فالتوجه الذي يشهده المنتدى هو نداء هو معالجة لكل أوجه التلوث وحماية الأجيال. وما يزيد من القلق أن العام 2050 يحمل الكثير من المخاوف، خصوصا بعد أن المحت الدراسات البيئية إلى أن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى انقراض ملايين الكائنات الحية بحلول عام 2050، وبين معدو الدارسة أنه بعد دراسة مطولة ل6 مناطق في العالم تبين أن ربع الكائنات الحية التي تعيش في البر قد تنقرض، وأن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل نسبة الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون قد ينقذ العديد من أنواع الكائنات الحياة من الاندثار، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وهو الأمر الذي يهدد بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية والإنتاج المحصولي، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض وذوبان الجليد في القطب الشمالي للكرة الأرضية. وأخيرا أتمنى أن يخرج المنتدى الخليجي بتوصيات هامة تنعكس على المحافظة على بيئتنا وبيئة العالم باعتبار أن البيئة ليست لها حدود جغرافية، فكل ما يؤثر على بلد تتأثر بذلك الدولة المجاورة، كما أن الرياح وعوامل الطقس تنقل هذا التأثير إلى الدول البعيدة، ومن هذا المنطلق فإنه يجب وضع أنظمة قوية تمنع كل أنواع ومصادر التلوث البيئي الذي يؤثر على المناخ ويسبب التغير المناخي، والاستفادة من الطاقة المتجددة المسالمة، وفي الطبيعة مجموعة من الخيارات البديلة من أجل إنتاج الطاقة، وتؤمن موارد الطاقة المتجددة كالشمس والهواء والأمواج والكتلة الحيوية وجميعها مصادر فاعلة وموثوقة تحترم البيئة لتوليد الطاقة التي نحتاجها وبالكميات التي نرغبها، وتطبيق هذه الحلول لا يستدعي أي تنازل من سكان العالم عن أنماط حياتهم، بل سيخولهم الدخول إلى عصر جديد من الطاقة يأتي عليهم بالازدهار الاقتصادي وفرص العمل والتطور التكنولوجي والحماية البيئية.