رأى مختصون في البيئة أن تسجيل عام 2011 كأعلى مؤشر لارتفاع حرارة الأرض؛ يعد تحذيرا جديدا لتحرك دول العالم في احتواء المشاكل المسببة للاحتباس الحراري والأنشطة البشرية التي تؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من الكربون. ولفتوا ل«عكاظ» إلى أن الأعوام المقبلة ستكون أكثر تعقيدا في معالجة المشاكل البيئية المسببة لارتفاع حرارة الأرض، ما لم تكرس الدول العالمية جهودها في مواجهة التحديات. الاحتباس الحراري رأى الخبير البيئي المعروف الدكتور عبد الرحمن حمزة كماس، أن ظاهرة الاحتباس الحراري (الدفيئة) التي تعتبر من أهم مسببات التغير المناخي ستؤدي إلى اختلال بيئي كبير في دول العالم، فالمدن الساحلية والدول الساحلية ذات الأراضي المنخفضة عن سطح البحر، وكثير من الجزر في المحيط الهادي والأطلسي والهندي سوف تتعرض لغرق مساحات شاسعة مع ارتفاع مستويات البحار، أما المناطق القريبة من خط الاستواء فقد تصبح صحارى تستحيل الحياة فيها، لافتا إلى أن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى أضرار صحية وظهور أمراض جديدة بسبب زيادة نسبة الغازات السامة في الجو والتي تضر بالإنسان والحيوان والنبات. وأضاف «التغير المناخي سيهدد حياة نحو 375 مليون إنسان بحلول عام 2015 وفقا لما أشارت إليه إحدى المنظمات العالمية، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تزداد موجات الجفاف والأعاصير والفيضانات نتيجة هذه الظاهرة على الأرض». ولم يستبعد الدكتور كماس ظهور فيروسات ممرضة جديدة مع التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض. وحول حلول توقف التغيرات المناخية لفت الدكتور كماس إلى ضرورة التحرك العالمي في وضع أنظمة قوية تمنع كل أنواع ومصادر التلوث البيئي الذي يؤثر على المناخ ويسبب التغير المناخي، وبما أن حرق الوقود الأحفوري هو المصدر الأساسي لغازات الدفيئة فإنه ينبغي الاستفادة من الحلول البديلة كالطاقة المتجددة المسالمة، وفي الطبيعة مجموعة من الخيارات البديلة من أجل إنتاج الطاقة، وتؤمن موارد الطاقة المتجددة كالشمس والهواء والأمواج والكتلة الحيوية مصادر فاعلة وموثوقة وتحترم البيئة لتوليد الطاقة التي نحتاجها وبالكميات التي نرغبها، وتطبيق هذه الحلول لا يستدعي أي تنازل من المواطنين عن أنماط حياتهم بل سيخولهم الدخول إلى عصر جديد من الطاقة يأتي عليهم بالازدهار الاقتصادي وفرص العمل والتطور التكنولوجي والحماية البيئية. البدائل المستدامة وفي سياق متصل، اعتبر مدير التوعية والإعلام البيئي في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور نايف صالح الشلهوب، أن ارتفاع حرارة الأرض أمر ليس بجديد، فإذا لاحظنا التاريخ الجيولوجي نجد أن حرارة الأرض تشهد بين حين وآخر التغير في درجات الحرارة، مبينا أن القضية ليست في ارتفاع حرارة الأرض وإنما التأقلم مع معطياتها، لأنه لا يمكن حتما إيقاف هذا التغير ولكن يمكن معالجة الأسباب والعوامل المؤدية إلى ذلك، بجانب اتخاذ كافة الاحتياطات والاحترازات الوقائية. وأضاف «العالم العربي ليس بمنأى عن قضية التغير المناخي التي تعيق التنمية المستدامة، حيث إن التغير المناخي هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض، وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية». الدكتور الشلهوب خلص الى القول «لا يمكن التحكم بالمشاكل البيئية طالما يشهد كوكب الأرض الزحف السكاني والنشاط البيئي، وبالتالي فإن التحرك لا بد أن يكون من منطلق مواجهة هذه التحديات البيئية، ومن خلال تكريس الوعي البيئي في كل المجتمعات».