تمسك كل من السلطات السورية والمتظاهرون بموقفهم، إذ أصر المتظاهرون على الاحتجاج في جمعة أطلق عليها اسم «جمعة حماة الديار» في إشارة إلى دعم الجيش السوري للمتظاهرين، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الأمن السورية إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص. يأتي ذلك فيما انضم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بقيادة عملية تحول ديموقراطي لبلاده أو التنحي. وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل «هل يمكن أن أقول ذلك؟ نعم. وأوباما أصاب بقوله». وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها فرنسا بهذا الوضوح عن رحيل الأسد من السلطة، حيث كانت السلطات الفرنسية تكتفي حتى الآن بالمطالبة بوقف القمع في سورية وإجراء إصلاحات واحترام تطلعات الشعب السوري. وتهدد مجموعة الثماني سورية ب «تحرك في مجلس الأمن» الدولي إن لم توقف دمشق قمع التظاهرات، بحسب مسودة البيان الختامي لقمة كبرى الدول الغنية في دوفيل شمال غرب فرنسا. إلى ذلك، دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس نظيره السوري بشار الأسد إلى «الانتقال من الأقوال من الأفعال»، وذلك بعد أن أبدى الأسد استعداده لإجراء إصلاحات في سورية التي تشهد احتجاجات مناهضة لنظامه. وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة الثماني في دوفيل، شمال غرب فرنسا، «على الرئيس الأسد الانتقال من الأقوال إلى الأفعال». من جهتها، دعت المعارضة السورية قبيل انطلاق أعمال مؤتمر تعقده في مدينة أنطاليا التركية إلى إجراء تغيير وطني شامل ينقل سورية من دولة الاستبداد إلى دولة الحرية، ومن نظام الحزب الواحد إلى دولة المؤسسات والنظام السياسي الديموقراطي. وأصدرت المعارضة البيان الأول للمؤتمر الذي ستعقده الثلاثاء المقبل وهو عنوان «المؤتمر السوري للتغيير»، أشادت فيه بسلمية الشعب السوري وحرصه على الوحدة الوطنية «رغم كل محاولات النظام لبث الفرقة بينهم، وكل التضليل الإعلامي الذي يمارسه». وشدد البيان على أن «ما تمر به سورية اليوم أزمة تمتد جذورها لأسس حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والخروج منها لا يكون بغير التغيير الوطني الشامل الذي ينقل سورية من دولة الاستبداد إلى دولة الحرية، ومن نظام الحزب الواحد القائد للدولة والمجتمع، إلى دولة المؤسسات والنظام السياسي الديموقراطي ومن سلطة الفرد إلى سلطة الشعب». وأشار إلى أنه التزام بالواجب «الوطني والإنساني والأخلاقي تجاه تضحيات الشعب السوري، تعقد أحزاب معارضة وهيئات حقوقية ومدنية وشخصيات وطنية وناشطون مستقلون مؤتمرا وطنيا واسعا يناقش الأوضاع الراهنة في البلاد والسبل الممكنة لأداء الواجب وتقديم الدعم والعون لنضال السوريين».