حذر المختصون من تسويق أو أكل الجراد بسبب تلوثه بالمبيدات الكيماوية التي تسبب أضرارا على صحة الإنسان. وقال ل «عكاظ» الخبير البيئي الدكتور عبدالرحمن كماس «إن البعض يلجأ إلى تسويق وتناول الجراد، وهو ما يشكل خطورة على صحة الإنسان بسبب تلوثه بالمبيدات الكيماوية». وأضاف، «إن مواعيد تحركات الجراد في مناطق المملكة معروفة سلفا، حيث إن أسراب الجراد عادة ما تختار الرياح الخفيفة في الطيران خصوصا إذا كان الجراد غير بالغ، وتطير بالقرب من الأرض وتستطيع أن تنتقل ضد اتجاه الرياح الخفيفة، وفي حالة حدوث العواصف الرعدية أو الرملية فإنها تتوقف عن الطيران وتدخل في حالة كمون حتى تنتهي العاصفة». ولفت إلى أن الجراد يستطيع الطيران على ارتفاع ألفي متر عن سطح الأرض ونادرا ما يطير على هذه الارتفاعات، لانخفاض درجات الحرارة أو عند الغروب أو إذا كان الطقس غائما، حيث تتجمع أسراب الجراد على هيئة طبقات بعضها فوق بعض، وكثيرا ما تكون فترة الطيران من 5 إلى 10 ساعات يوميا، ويبلغ مدى تحركاتها من 100 إلى 200 كيلومتر يوميا. أما المختص البيئي محمد فلمبان فأوضح أن أنثى الجراد تضع البيض على شكل أكياس عنقودية في كل كيس من 30-100 بيضة، وذلك في تربة رطبة على عمق يتراوح من 5-15 سم، وتعتبر الرطوبة أساسية ليكتمل نمو البيض. وأفاد «أن الجراد يأكل مثل وزنه يوميا ويمكن تقدير أخطاره إذا عرف أن وزن الجرادة يتراوح بين 2 إلى 3 جم وأن سرب جراد صغير مساحته 1كلم مربع يحتوي على 50 مليون جرادة يتغذى على نحو 100 طن مادة خضراء مثل أوراق النبات يوميا، أي ما يعادل إنتاج 70 هكتارا من البرسيم أو 30 هكتارا من الذرة أو 50 هكتارا من القمح، ويمكن بالقياس تقدير حجم الخسائر الناجمة من غزو أسراب الجراد التي يتراوح حجمها بين 1 300 كلم مربع». أما استشاري أمراض الباطنة والسكر الدكتور عبدالعزيز أحمد فحذر من تناول الجراد لتعرضه إلى المبيدات الحشرية السامة، مبديا استغرابه من اعتقاد بعض مرضى السكر أنه علاج مفيد للسكر، وأن تناوله يساعد على ضبط نسبة السكر في الدم. ورأى أن جسم الجراد لا يحتوي على أية مادة علاجية فليس هناك معلومات صحيحة ومؤكدة عن فوائد الجراد في علاج بعض الأمراض. ويتفق الدكتور محمد العلي استشاري الباطنة والسكر مع الرأي السابق، موضحا أن اعتقاد بعض مرضى السكر أن تناول الجراد يساعد على ضبط السكر هو وهم اجتماعي متداول في أماكن توارد الجراد، مؤكدا أن الجراد يأتي مرشوشا بالمبيدات ويؤكد على ذلك ضعف حالته وسهولة الإمساك به. ومن جانبه، أكد مدير فرع وزارة الزراعة في منطقة القصيم المهندس محمد إبراهيم اليوسف، أن المنطقة لم تصل إليها أسراب الجراد لافتا إلى أن فرع الوزارة في حالة تنسيق مع مركز مكافحة الجراد في محافظة جدة ومستعد ومجهز لمواجهة أي طارئ بهذا الخصوص. فيما خلت الأسواق من وجود الكميات التي كانت تصل في الهجمة الأولى والتي أدت إلى انتعاش أسواقها، حيث كانت تجلب من المنطقة الغربية وتباع بأسعار مبالغ بها.