تعتزم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إنشاء ثلاثة مراكز ابتكار تقني مرتبطة بها في جامعات الملك عبدالعزيز، الملك سعود، والملك فهد للبترول والمعادن التي فازت في الدورة الافتتاحية من برنامج المدينة الخاص بمراكز الابتكار التقني بعد منافسة قدم من خلالها 90 عرضا من مختلف الجامعات في المملكة. وتنشئ مدينة «العلوم والتقنية» بعد توقيع الاتفاقية يوم 26 جمادى الآخرة الجاري مراكز الابتكار التقني الفائزة بمبلغ يصل إلى 30 مليون ريال سنويا على مدى خمس سنوات بواقع عشرة ملايين لكل مركز، وتشجع الشركاء من قطاع الصناعة على تمويل أوجه نشاط كل مراكز الابتكار التقني. وكانت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تلقت ما يقارب 90 خطاب نوايا من الجامعات السعودية للمشاركة في برنامج مراكز الابتكار التقنية، وراجعتها لجنة مستقلة وعرضتها على لجنة دولية، واختيرت هذه الجامعات وفق عدد من المعايير التي تضمن إثبات هذه المراكز خلال بضع سنوات قدرتها على الخوض في التعاون البحثي الفعال بين القطاع الصناعي والأكاديمي ومعالجة التحديات، إضافة إلى دورها في التعليم والتدريب الذي يلبي احتياجات الصناعة في المملكة. وفازت جامعة الملك سعود بمقترحها الخاص بمركز تقنيات الراديو والضوئيات، وسيعنى بالتقنيات المتقدمة والمتجددة التي تستطيع توفير منتجات متطورة ومطلوبة تعطي مصادر جديدة لتوليد الثروة وإيجاد فرص عمل لأبناء المجتمع، كما يقدم خدمات إلكترونية عالية التردد، ويعطي تقنيات متطورة في الشبكات والاستشعار عن بعد، وستنتج عن ذلك تطبيقات تحمل فوائد مهمة لكل من الاستشعار البيئي عن بعد، والصناعات النفطية والكيميائية، إضافة إلى عدد من التطبيقات المهمة الأخرى. أما جامعة الملك فهد للبترول والمعادن فقد فازت بمركز الابتكار لحبس ومصادرة الكربون في مجال البيئة والطاقة، ويعني بمساهمة فعالة على مستوى المنطقة فيما يتعلق بالطاقة النظيفة والتي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه القطاع الصناعي. كما فاز مقترح جامعة الملك عبدالعزيز الخاص بمركز الابتكار للطب الشخصي المختص في مجال التقنية الحيوية والطبية، حيث سينفذ المركز الأبحاث المتقدمة والمتخصصة في مجال الطب الشخصي، كما يهدف إلى توفير علاجات طبية مفصلة حسب حاجة كل مريض على حدة، وسيوفر هذا المركز المقترح فرصة فريدة من نوعها للقيام بأبحاث متعددة التخصصات من أجل الكشف عن التغيرات الجينية في المجتمع السعودي، ما يزيد من كفاءة العلاجات المقدمة للمرضى والذي بدوره يؤدي إلى توفير الإنفاق على القطاع الصحي من خلال تقليص حالات التشخيص الخاطئ أو الأعراض الجانبية وشراء أدوية باهظة الثمن أو الإشغال غير المبرر لأسرة المستشفيات. وتطمح مدينة «العلوم والتقنية» من خلال هذا البرنامج إلى أربع غايات رئيسة، هي: بلوغ الأهداف الاقتصادية والاجتماعية الخاصة في المملكة، تطوير التعاون البحثي والنقل التقني بين قطاع الصناعة والجامعات، تعزيز البحث الجامعي والتعليم في العلوم والهندسة، إضافة إلى تطبيق أفضل الممارسات المتبعة والسمات الملائمة التي تميز البرامج الناجحة لدى الدول الشبيهة بالمملكة من حيث الهيكل والحوافز والمتطلبات.