أكد أئمة وخطباء الحرمين الشريفين، والقضاة والعلماء ومديرو الجامعات أن جائزة نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة ومسابقة الأمير نايف لحفظ الحديث الشريف تأتي تعزيزا لرعاية المملكة وعنايتها بالسنة النبوية، والناشئة من الشباب والفتيات وتغذيتهم بمنهج قويم وعقيدة سليمة، وأنها تمثل امتدادا للدور الريادي التي تقوم به المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، ووصفوا الأمير نايف بن عبدالعزيز إزاء هذه الجهود التي يبذلها في السنة النبوية وخدمتها ب «أمير السنة». فيرى وكيل إمارة منطقة المدينةالمنورة سليمان بن محمد الجريش أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، للجائزة ومسابقة حفظ الحديث تأتي تأكيدا لرعاية المملكة وعنايتها بالسنة النبوية الشريفة، ورعاية واهتمام راعي الجائزة بهذه الفئة الهامة من الشباب والفتيات في مراحل التعليم العام تحقيقا لأهداف المسابقة، والتي تسعى لربط الناشئة والشباب بالسنة النبوية وتشجيعهم على العناية بها وحفظها وتطبيقها، والإسهام في إعداد جيل ناشئ على حب سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وشحذ همم الناشئة والشباب وتنمية روح المنافسة الشريفة المفيدة بينهم، بما يؤدي إلى تحقيق أهداف الجائزة للعناية بالسنة النبوية والاهتمام بها من خلال تفعيل دور البحوث والدراسات المعاصرة بما يخدم الأمة الإسلامية ويقدم صورة حية عن القيم الإسلامية وقدرتها على استيعاب كل متطلبات الحياة وحاجة الإنسان. وقال الجريش إن هذه المناسبة تشكل امتدادا لدورها الريادي في خدمة الإسلام، فمنها انطلقت الدعوة المباركة ومنها شع نور العلم ليشمل كافة أرجاء المعمورة، والجميع يدرك حرص ولاة أمر هذه البلاد وعنايتهم بالسنة النبوية في كل المجالات حيث جعلوا ذلك من أهم الأعمال، ولا شك أن الجهود التي يبذلها راعي الجائزة وما يقدمه من دعم خاص وتحمل لكافة مصروفات هذه الجائزة إنما تصب في هذا الاتجاه واستجابة لنداء المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي». وقال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي أن السنة النبوية حظيت باهتمام وعناية من الرعيل الأول من العملاء رواية ودراية وتمييز صحيحها من ضعيفها، إلا أن العناية الفائقة والاهتمام البديع الذي حظيت به في هذا العصر، على يد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز من خلال هذه الجائزة يعد فريدا من نوعه؛ لتشجيع علماء الأمة على البحث والإبداع، وفتح باب المنافسة الشريفة للجميع من أجل استخراج كنوز السنة النبوية، والعلوم الإسلامية لتساهم في حل مشكلات المسلمين المعاصرة، وتعالج الأمراض الاجتماعية، وتقضي على الأفكار الهدامة التي تظهر في الأمة بين الحين والآخر؛ بل إن نظرة راعي الجائزة الثاقبة لم تجعل الجائزة مقتصرة على الشأن الإسلامي فحسب، بل جعلها عالمية التوجه، لأن رسالة الإسلام رسالة عالمية، وتخاطب الناس أجمعين، ولهذا قدمت الجائزة للعالم صورة واضحة عن الإسلام كدين عالمي، يدعو للتسامح والوسطية والمحبة، وينبذ العنف والتشدد والتفرق والإرهاب والغلو، مدركة دورها الريادي في نشر الخير وتبصير المسلمين في أمور دينهم ومصالح دنياهم. وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام والقاضي في المحكمة العامة في مكةالمكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب بأن لم تزل تعطي ثمارها وستبقى تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فهاهي في دورتها الخامسة تؤكد نجاحا إثر نجاح، وتحقق أهدافها المرجوة من تشجيع البحث العلمي في مجال السنة النبوية والدراسات الإسلامية والإسهام في دراسة واقع المسلمين وحل مشكلاتهم وإبراز محاسن الدين الإسلامي والإسهام في إسعاد البشرية، وإنها بحق مشروع حضاري عالمي تكتسب رفعتها من موضوعها وأهدافها، ويؤكد نجاحها مئات البحوث والدراسات المقدمة لها في كل دورة، والنفع العائد على المتسابقين من الحفاظ والباحثين والمكرمين، والنفع العام العائد على الأمة بتشجيع هؤلاء ودعمهم، بجانب أن هذا العمل الحضاري قدوة للأعمال الحضارية العملاقة وللمخلصين من أبناء الأمة للارتقاء بأمتهم، والمخلص هو من يصرف جهوده للبناء ويسعى ويجتهد، ومثل هذا العمل يحمل نجاحه معه وتكتنفه بركة السنة فهو أحرى بالتوفيق والرعاية من الرحمن. وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي والقاضي في المحكمة العامة بالمدينة الشيخ صلاح بن محمد البدير أن الأمير نايف بن عبدالعزيز أدرك بثاقب بصره مع ما آتاه الله من غيرة دينية وحب لدينه ووطنه ورغبة في إسداء الخير للمسلمين جميعا أن ما تعانيه الأمة اليوم في بعض أفرادها ومجتمعاتها من تخلف وتفرق وجهل وشطط وغلو وتقصير إنما هو بسبب البعد عن الكتاب والسنة أو القصور في فهم نصوصها، لذا جاءت هذه الجائزة لتكون مركزا عالميا لنشر العلم الشرعي وحفظ السنة النبوية ودراستها وإظهار محاسن الدين الإسلامي العظيم ودفع الشبهات والاتهامات التي تلصق به زورا وبهتانا ومعالجة ما تعانيه الأمة من مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية تحت مظلة الشريعة الإسلامية السمحة وذلك من أعظم الأسباب المعينة على استتباب المجتمعات واستقرارها سياسيا واقتصاديا وفكريا وأمنيا. وأشار الشيخ البدير إلى أن انطلاق الجائزة من عاصمة الإسلام الأولى المدينةالمنورة يعد وفاء لهذه المدينة المباركة من راعي الجائزة، وتذكيرا بالموطن الذي شع منه النور إلى العالم كله وإشارة لمكانة هذه المدينة العظيمة في قلوب المسلمين جميعا. من جهته، أبدى نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح فرح المؤمن بما يقدمه راعي الجائزة في حفظ السنة النبوية ودراستها، بحكم أن الأبناء والبنات إذا حفظوا سنته صلى الله عليه وسلم تكونت لديهم ثروة علمية ووجدت فيهم ملكة فقهية تؤثر في شخصياتهم وتسدد تصرفاتهم وتهيئ النابغين منهم إلى أن يكونوا علماء ربانيين ينفع الله بهم البلاد والعباد ويسدون حاجة الأمة إلى أهل العلم الذين يرجع إليهم في مجال العلم والتعليم والفتوى والدعوة والإرشاد وفي مجال القضاء والفصل والخصومات. وأضاف مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا: إن هذه الجائزة خير شاهد على اهتمام هذه الدولة المعطاءة بكل ماله خدمة هذا الدين وخدمة أبنائه في كل بقاع المعمورة، وهي لا زالت فريدة في نوعها، ونبيلة في مقاصدها التي تهدف إلى حفظ السنة النبوية ودراستها والتأمل في علومها بأبحاث ودراسات أصيلة، وربط ذلك كله بالواقع المعاصر للمسلمين بما يطرح الحلول الناجحة والاقتراحات المناسبة لما قد يواجه المسلمين من إشكاليات أو عقبات وبما يكفل إظهار محاسن دين الإسلام وصلاحه لكل زمان ومكان وأنه دين العدل والرحمة والوسطية. وأشار إلى أن أحد أوجه أهمية الجائزة أنها عالمية فهي تبحث في مصدر من مصادر الإسلام المهم، وهي سنة الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وتعطي صورة عن الإسلام ورسوله صحيحة وسليمة، والإسلام دين عالمي يدعو جميع الأمم إلى التسامح والوسطية والتآلف والمحبة وينبذ التفرق والتعصب والتشدد وجميع الأساليب التي تعرقل مسيرة البناء والنماء والعطاء لهذه البلاد المباركة وغيرها من البلدان الأخرى في أنحاء المعمورة. وزاد مدير الجامعة الإسلامية: إن هذه الجائزة رغم عمرها القصير فقد حققت نجاحات كبيرة بفضل من الله عز وجل ثم بفضل ودعم راعي هذه الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي قدم ويقدم لها الكثير لما لها من دور بارز في إثراء الساحة العلمية بأبحاث ودراسات حول السنة وعلومها وكذلك في مجال دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي، وكانت السمة البارزة لهذه الدراسات والأبحاث وبشهادة المختصين العمق العلمي والأصالة. وأكد العقلا أنها لم تهمل الناشئة والشباب أو تتركهم جانبا بل احتضنتهم برعاية كريمة من خلال مسابقة سنوية لحفظ الحديث الشريف ترصد لها جوائز كبيرة ولا شك أن لهذه المسابقة إيجابيات يصعب حصرها، بالإضافة إلى ربط عقول وقلوب الناشئة والشباب ذكورا وإناثا بسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام بما ينعكس إيجابا على سلوكهم وتصرفاتهم في جانب المعاملة والتطبيق فهناك فائدة تعويدهم على الحفظ والتنافس في ميدان العلم بما يرفع الهمم، وبالتالي ينتج لدينا جيل صالح محب لنبيه صلى الله عليه وسلم ومطبق لهديه في مختلف مناحي الحياة ليسلكون طريق الخير والهداية والوسطية بعيدا عن الغلو أو التطرف. وإلى الفكرة ذاتها أوضح مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة أن بفرعيها للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة تؤكد جليا عناية المملكة في خدمة مصدري التشريع وحرص وعناية صاحب السمو النائب الثاني بخدمة السنة النبوية وتحقيق أهداف الجائزة عبر أبحاث علمية رصينة يشارك فيها العلماء والمفكرون والباحثون من كل أنحاء العالم في تشجيع البحث العلمي في مجال السنة النبوية وعلومها والدراسات الإسلامية المعاصرة، وإذكاء روح التنافس العلمي بين الباحثين في كافة أنحاء العالم، والإسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي واقتراح الحلول المناسبة لمشكلاته بما يعود بالنفع على المسلمين حاضرا ومستقبلا، وإثراء الساحة الإسلامية بالبحوث العلمية المؤصلة، وإبراز محاسن الدين الإسلامي الحنيف وصلاحيته لكل زمان ومكان، والإسهام في التقدم والرقي الحضاري للبشرية. ونوه بدور الجامعات في تحقيق هذه الرسالة التي حملتها الجائزة بأن لها دورا كبيرا في تحقيق أهدافها عبر مشاركة أساتذتها وعلمائها ومفكريها وإسهامهم في البحث والكتابة في موضوعاتها التي تتجدد في كل دورة بحسن اختيار بما يتوافق مع مقتضيات العصر الحاضر، مشيرا إلى أن جامعة طيبة شاركت فيها وحظيت بفوز عضو هيئة التدريس الدكتور خليل بن إبراهيم ملا خاطر.