تحقق الأجهزة الأمنية في جدة مع مقيم من جنسية عربية تطابقت بصماته مع المرفوعة من مسرح جريمة مقتل السيدة المصرية في حي الشرفية السبت الماضي، وكانت شرطة جدة قد بذلت جهودا كبيرة من فريق التحقيق تجاوزت ساعات العمل بها 100 ساعة بمتابعة من اللواء علي الغامدي مدير شرطة جدة، الذي شكل فريق عمل ترأسه شخصيا، فيما ضم مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي العميد محمد الخماش ومساعده المقدم عيضة المالكي، وضم مدير شعبة الأدلة الجنائية بقيادة العقيد صالح الغامدي، والنقيب نواف العمري رئيس وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس المكلف. ونجح الفريق الأمني منذ الساعات الأولى من وقوع الجريمة في تحديد الشبهات، وإيقاف عدد من المشتبه بهم، إلا أن التحقيقات والعمل الأمني الفني نجح في التوصل إلى الجاني بعد أكثر من 100 ساعة عمل. وتلخص العمل الأمني في شرطة جدة في الكشف عن هوية أحد المشتبه بهم؛ وهو أحد أصدقاء الزوج يتجاوز عمره 40 عاما، دلف إلى الشقة دون أن تتنبه الزوجة له، وارتكب جريمته غير أنه لم يكملها كما خطط الجاني الحقيقي كما يزعم الذي رسم سيناريو الجريمة له ليكون هو منفذ الجريمة. وكانت الأجهزة الأمنية قد رصدت ملاحظات عدة في الحادثة؛ كان أبرزها عدم وجود أي كسر أو تحطيم في باب الشقة الرئيس، كما أن النوافذ كانت مغلقة من الداخل؛ وهو ما أكد أن الجاني دخل إلى الشقة عن طريق الباب الرئيس؛ أي أن الضحية قد تكون فتحت الباب له؛ لأنه من المعروفين لدى الأسرة، أو أن الجاني يملك مفتاح الباب الخارجي وهو ما قاد إلى الاشتباه بالزوج وعدد من الأقارب والأصدقاء، لذا عملت شرطة جدة على إيقافهم للتثبت من موقفهم مدعمة بأن الجاني لم يكن يرغب بالسرقة فقد رصد رجال الأمن وجود أثاث المنزل كما هو، ولم يفقد أي من موجودات المسكن. كما ثبت فريق التحقيق وجود عبوة بلاستيكية بالموقع بفحصها اتضح أنها عبارة عن جالون معبأ بالبنزين، وهو ما يدعم أن الجريمة لديها دوافع غير السرقة أو الاعتداء، لينطلق فريق التحقيق في عملهم مع الموقوفين على أمل كشف الحقيقة، إلا أن إصرارهم على علاقتهم بالحادثة استدعى متابعة التحقيق والبحث عن المتورطين، وتولى فريق الأدلة الجنائية تحليل مسرح الحادثة ومكث خبراؤه داخل الموقع أكثر من 56 ساعة يتابعون التفاصيل الدقيقة وتسجيل البصمات كافة بالمسكن. ومسح خبراء الأدلة الجنائية الموقع بالكامل وانطلقوا في عملهم ابتداء من جثة السيدة الضحية في رصد الأثار على جسدها، وكيفية تنفيذ القاتل جريمته، واتضح أنه استخدم سكينا قام بغسلها ومحاولة تنظيف الشقة بالكامل في محاولة منه لمسح الآثار والبصمات، إلا أنه نسي أن يمحوها عن اللاصق المستخدم في توثيق السيدة وتكميمها، وتم رصد بصمة مهمة وعينات من الحمض النووي تم تسجيلها، وبفحصها اتضح أنها تعود لأحد الموقوفين على ذمة التحقيق من قبل شعبة التحريات والبحث الجنائي كونه أحد المشتبه بهم. وحاول المشتبه به التملص والادعاء بعدم علاقته بالجريمة، إلا أن مواجهته بتحاليل الحمض النووي جعلته يسقط معترفا بكامل تفاصيل الجريمة.