دخل فريق الوحدة (العريق) مرحلة ضبابية لا أحد يعرف مداها، فالفاصل بين بقائه في دوري الأقوياء، أو الهبوط لدوري المظاليم، والأمر بات معلقا بمواجهة التعاون المقبلة في مكةالمكرمة، بيد أن الخوف بدأ يدك قلوب الوحداويين، لأنه (الهبوط) يعني التهديد الصريح للكثير من المصالح، وحتمية اصطدامها بوضعية التراجع، وهي المعنية بأرقام مليونية، اعتمدتها أجنة الملف الاستثماري، وتراجع محتمل لمؤشر المداخيل، وانكسار رقمي لقيمة اللاعب الوحداوي المحترف، وتهجير لمدرجات الظلمة الإعلامية، وتجاهل محتوم لنقل مباريات الفريق، وكل ما مر ليست سوى (احتمالات) ستصبح حقائق حال الهبوط .. «عكاظ» استوضحت خطورة الوضع في الوحدة على هذه المصالح من أهل الدار، ومعنيي الاختصاص. طمأنينة واستقرار قال زياد فارسي المسؤول الأول ونائب الغرفة التجارية بمكةالمكرمة وأمين المجلس الشرفي عن ملف الوحدة الاستثماري بأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة حينما أمر بتشكيل لجنة لوضع دراسة استثمارية قصد منها جلب موارد لخزينة النادي، في وقت لم يكن فريق الوحدة في خطر، وقد أعدت الخطط الاستثمارية بمعزل عن النواحي الفنية لفريق كرة القدم، لأن الهدف من هذه المشاريع هو إيجاد مداخل مالية لخزينة النادي على المدى البعيد، واستثمار لمرافق النادي بشكل صحيح، ولن تتأثر هذه المشاريع في حالة هبوط الفريق لمصاف الأولى (لا سمح الله) ونحن الآن نضع أيدينا في يد إدارة النادي من أجل تفادي الهبوط، ولكن أحب اطمئن الجميع بأن مشاريع نادي الوحدة التي اعتمدت في الملف الاستثماري في مأمن. لاخوف على الوحدة ويشير عضو لجنة الاستثمار في الملف الوحداوي ورئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة بالغرفة التجارية بمكة سعد جميل القرشي إلى أن هبوط الفريق (لا سمح الله) لأندية الدرجة الأولى لن يؤثر على سير تنفيذ المشاريع في النادي التي اخذت حيز التنفيذ، لأن الهدف الأساسي من هذه المشاريع هو در دخل مالي بين التجار وخزينة النادي من خلال مشاريع استثمارية الدخل يأتي من جيوب أشخاص منتفعين من هذه المشاريع، سواء نزلاء في الفندق أو مرتادين للكفاتريات والمطاعم، أو الملتحقين بالأكاديمية. وقال القرشي «نحن في مجلس الشرف سيكون لنا وقفة مع النادي هذه الأيام ومع إدارة النادي، من أجل تجاوز عقبة التعاون، لأن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع، ولا مجال لتبادل الاتهامات، والبحث عن المتسبب الذي أوصل الفريق إلى هذا الوضع الخطر». الوحدة والاتحاد من جانبها، نادت جماهير الوحدة وبالصوت (الصاخب) كل من يدعي وحداويته، وبقلب صادق ونظيف الانخراط في خدمة النادي، والوقوف بجنب اللاعبين حتى انقضاء مواجهة التعاون المصيرية. وعن ذلك فيقول مساعد اللهيبي «نحن الآن في موقف لا نحسد عليه، وهناك أخطاء وقعت منذ فترة، وهي أخطاء (مسكوت عليها) ولم يتم محاسبة المتسببين، أما الآن وفي هذه اللحظة، يجب أن نلتف حول الفريق، ونضع أيدينا في أيدي بعض، وعلى إدارة النادي البدء في حشد طاقتها المادية والمعنوية في سبيل تهيئة الفريق بالشكل السليم والصحيح، فنحن أمام خيار وحيد ومفصلي، إذ لا غنى عن الفوز والفوز وحده، دون التفكير في غيره أو الذهاب طواعية للأولى. في حين يرى حسن محسن العطاس أن الوضع ينذر بالخطر، ويجب أن تؤخذ الأمور على محمل الجد.. ويقول «فريق الوحدة قد يفقد مقعده في الممتاز ويبتعد عن الأضواء، ومع الأسف، منذ دخول الفريق هذا المنعطف الخطر كان هناك عدم اهتمام من قبل الإدارة لتدارك الوضع، حيث شهدت غالبية التمارين وأيضا المباريات السابقة عزوفا من مسوؤلي النادي، والآن وبعد أن أصبحنا على المحك يجب على كل الوحداويين أن يقفوا وقفة رجل واحد من إدارة ولاعبين وأعضاء الشرف، لأن هذا هو ملاذنا الوحيد أن نقف جميعا خلف اللاعبين». ويرى فهد العتيبي بأن الوضع خطير ولا يتحمل مزيدا من التراخي والتقاعس فيجب على كل الوحداويين أن يلتفوا حول الفريق ويوفروا له الدعم المالي والمعنوي، من أجل تجاوز عقبة التعاون التي تمثل طوق النجاة للفريق». ويقول الوحداوي المعروف جمال برديسي (معلم متقاعد) «الوحدة الآن أمام لقاء مفصلي، ومن الظلم الحديث عن أي أمر آخر، فالبوادر سيئة للغاية، ولم أكن أتوقع شخصيا أن يحدث للفريق ما يحدث الآن، فقبل شهر من الآن كانت أحلام العودة للبطولات تدغدغ مشاعرنا لنفاجأ بأننا اليوم نقف هذا الموقف الصعب، ولكن أثق أن أبناء مكة قادرون بإذن الله على الوقوف بجانب النادي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ النادي». من جانبه قال المشجع خالد المغربي إن موقف الفريق الوحداوي لا يمكن أن يكون طبيعيا، عطفا على معطيات الفريق في الدور الأول من الدوري، مشيرا إلى الأخطاء الكثيرة التي ساهمت في هذا الوضع، منها الانتقاء الخاطئ للمدرب المصري مختار مختار، واصفا إياه بأنه أقل من أن يقود فريقا بحجم الوحدة، بدليل خسارة الفريق الموجعة في كأس ولي العهد، وتفريط الفريق في الكثير من النقاط السهلة مع فرق الوسط. وحمل خالد لاعبي الفريق مغبة هذا الوضع، مطالبا جماهير الفرسان الوقوف بجانب الفريق أمام التعاون، وختم بقوله: إذا لم يستطع الفريق الفوز على التعاون، فلماذا نطالبه بالبقاء بين الكبار. وختم المغربي «يجب أن لا ننتظر لنتائج الآخرين، فمن لا يأكل بيده لا يشبع». ظروف نفسية من جهة أخرى طمأن نائب رئيس إدارة النادي الدكتور خالد برقاوي الجميع بأن الوضع الفني للفريق مطمئن جدا، وأنه لا داعي للقلق، وقال «نعمل الآن على الجانب النفسي، فالفريق قدم مباراة قوية ومثيرة أمام الأهلي وخرجنا بمكسب غير مشاهد للبعيد عن أحوال الفريق، متمثلا بعودة المستوى الفني للفريق». وأضاف «إدارة النادي تواصل تهيئة اللاعبين للقاء الأخير أمام التعاون، عبر الحوافز، وتهئية الظروف النفسية للاعبين، وهنا الكل معني بالالتفاف حول اللاعبين، لأن المسؤولية في الفوز والخسارة يتحملها الجميع». وختم البرقاوي «سنتجاوز هذا الوضع الخطر، وسيكون العمل مبكرا في المستقبل لتفادي تكراره، ونحن على ثقة في اللاعبين بأن يكونوا عند حسن الظن بهم وقد عودونا على هذه المواقف».