سوق الدواء سوق من يريد الاكتساب ومع تفلته هل نستطيع أن نقول إن صحتنا في (البي باي)؟ هذا السؤال لن يستطيع أحد الإجابة عليه بأي حال من الأحوال خاصة بعد أن تبرأت وزارة الصحة وكذلك هيئة الغذاء والدواء من الممارسات التي تحدث في هذا السوق. فهي سوق مفتوحة لا تقل أساليب الخداع والغش فيها عن بقية أسواق (امسكلي واقطعلك)، فبعد أن فتحت صحيفة الرياض ملف شركات الأدوية وأساليبها في ترويج الأدوية الخاصة بها من خلال شراء الذمم.. وهو ملف حمل وثائق دامغة لما يحدث في سوق ترويج الأدوية. ولأننا نعيش مشاكل لا حصر لها من الأخطاء الطبية وكذلك أخطاء التشخيصات فقد ظهرت ممارسات جديدة يقوم بها بعض الأطباء (وأصر على كلمة البعض) في ترويج أدوية معينة ضمن اتفاقيات بين هؤلاء الأطباء وشركات الأدوية من خلال التزام الطبيب بكتابة (روشتة) الدواء الخاص بتلك الشركة وهذا يعني أن الدواء المصروف للمريض ليس بالضرورة أن يكون دواء ناجعا بقدر ما يكون دواء يتم صرفه وفق صفقة بين الطبيب المروج للدواء والشركة المنتجة لذلك الدواء، ويتكشف بين الحين والآخر أن هذه التجارة اللاأخلاقية تتجاوز أحجام مبيعاتها مليارات الريالات، إضافة للمبالغة في أسعار الأدوية ورفعها لمستويات تسبق نظيراتها في بعض الدول الخليجية المجاورة. ولأن الرقابة لا تصل إلى ما يحدث من تجارة في الأدوية وتصريفها أو ترويجها فقد اطمأنت شركات الأدوية ومروجو منتجاتها الدوائية (من بعض الأطباء)، هذا الاطمئنان أدى إلى ازدهار هذه التجارة حتى وصلت الأرباح إلى 320 % في سقفها الأعلى. وللمضاعفة الربحية ثمة اشتراط انتهجته بعض شركات الأدوية ينص على (عدم استبدال الدواء أو ارتجاعه في حال انتهاء صلاحيته، وهو ما يشجع في ذات الوقت بعض الباعة والصيادلة معدمي الضمير على التخلص من الكميات وبيعها للمستهلكين والمرضى في حالتها التي هي عليها حتى لو كانت أدوية منتهية الصلاحية) وإذا كان هذا هو حال سوق الدواء مع تنصل وزارة الصحة وهيئة الدواء والغذاء مما يحدث وتأكيدهما على تطبيق الأنظمة واللوائح فكيف يمكن معاقبة المتلاعبين في سوق الدواء.. كيف؟ كيف يمكن المعاقبة عندما تنفي الجهتان المسؤولتان مسؤوليتيهما مما هو حادث على أرض الواقع؟ هل فعلا أن صحتنا (في البي باي؟) سواء كان عن طريق خطأ طبي أو تشخيص خاطئ أو دواء تم الاتفاق على تصريفه وترويجه من خلال أطباء يتقاضون مقابلا لترويج بعض الأدوية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة