أبدأ سوانح اليوم بقصة يتندر بها البعض عن مهنة الطب والأطباء عندما يُراد أن (يُلمز) من قناة الطبيب لكثرة أخطائه؛ وتقول الحكاية ان رجلا كان يمتهن مهنة الرسم؛ وفجأة غير مهنته إلى ممارسة الطب؛ وعندما سُئل عن السبب في تغيير مهنته قال انه عندما كان رساما ويخطئ أو لايجيد ويبدع في الرسم يكون ذلك واضحا في لوحاته فيكشفها من يراها؛ أي ان أخطاءه تبرز في لوحاته؛ أما الآن فأخطاؤه تُدفن مع المريض ولا يراها أحد؛ ماعلينا؛ وفي الغرب حيث التطبيق الصحيح للتأمين الصحي تنشط وتكثر الدعاوى التي يقيمها الناس على شركات الأدوية؛ لذا تقوم شركات الأدوية بتأمين نفسها قانونيا وتكثر من كتابة الإرشادات والتحذيرات في الورقة (ليفلت) المرافقة لكل دواء؛ الهدف منها حماية شركات الأدوية من الدعاوى القضائية لمن يستعمل الدواء؛ لا الخوف على صحة مستعمل الدواء وإرشاده كما يعتقد البعض؛ وأقول لمستعملي الدواء المحليين اتبعوا تعليمات الطبيب والصيدلي جيدا؛ فلكل دواء أعراضه الجانبية؛ ولا تلتفتوا لما هو مكتوب في تلك الأوراق؛ وهي تحذيرات ذكرتني (مع الفارق) بتحذيرات السجائر؛ وبالمناسبة أُبارك لمستشفى الملك فيصل التخصصي الذي ربح قضيته ضد شركات التبغ العالمية المصنعة والمصدرة لتلك السموم؛ وأنتقل للحديث عما عنونت به سوانح اليوم؛ ولكل شيء آفة؛ فآفة العلم النسيان وآفة الأخبار رواتها؛ ولكل مجلس فاكهته؛ وفاكهة الكثير من المجالس هي الحديث عن أخطاء الأطباء؛ ومع اني طبيب إلا اني لا أدافع عن زملاء المهنة بالمطلق؛ بل انني أُشارك من يتحدث (ويحش) في الأطباء بالإصغاء (وهز الرأس) في أي مجلس أتواجد فيه يكون محور حديثه عن الطب والأطباء وأخطائهم التي لا تنتهي؛ فأسمع وأرى كيف أن آفة الأخبار رواتها بالفعل؛ وخبر وقوع أو سقوط بناية نتيجة خطأ أو غش هندسي يؤدي إلى قتل وجرح العشرات؛ لا أجد الناس يرددونه أوينتقدون المهندس أو المقاول كما يحدث لأخبار الأطباء؛ فلا تُتداول تلك الأخبار في المجالس وإضافة الكثير من البهارات والمقبلات ليسهل ويستمتع بلوكها؛ كما يحدث للطبيب المخطئ في تشخيصه أو علاجه؛ ولنقارن بين سقوط بناية وبين خطأ علاجي أو تشخيصي؛ فكلها أخطاء؛ والذين لا يخطئون هم من لا يعملون شيئا؛ وإلى سوانح قادمة بإذن الل