أصبحت الفرق الحجازية الشعبية في المدينةالمنورة قاسماً مشتركاً في أفراح أهالي منطقة المدينةالمنورة بعد أن طغى وجودها في المناسبات وأفراح الزفاف، متنقلة من طور إلى آخر حتى استقر بها الشكل إلى ما نراه اليوم من تنوع مصدره الإرث الشعبي الذي تكتنز به مناطق المملكة لتعكس ذلك التناغم الذي يأخذ من كل طيف لونا. مجدي أحمد أحد المشاركين في هذه الفرق يستعيد أولى خطوات الفرق التي كانت على شكل المجس الحجازي والخطيب والمجيب، مشيراً إلى أن الخطيب الذي كان يأتي مع بيت العريس ويتكلم نيابة عن أهله كان يقول مثلا «آل فلان أتينا نطلب القرب منكم يا أهل الوداد»، ويأتي المجيب الذي يقف في صف بيت العروس ويقول «لكم ألف أهلا يا كرام، وإن سعينا بالكرام وقربه، رحيم الكرام ونعم رحيم». وأضاف مجدي أن المجس الحجازي يتكون من خمسة أبيات، تبدأ بالصلاة والسلام على رسول الله، ثم المدح في بيت العريس، والمدح في بيت العروس، والدعاء للعروسين، وتختم بالصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم. وأشار مجدي إلى المستجدات التي طرأت اليوم على الفرق الشعبية في المدينةالمنورة، فأصبحت تقدم في أفراح الزفاف ثقافات شعبية متنوعة الألوان من مختلف مناطق المملكة، حيث تبدأ بالزفة المديني، والمجس الحجازي، ومن ثم تدخل الألوان الشعبية ليستغرق كل لون نحو عشر دقائق، مبيناً أن من أشهر هذه الألوان الينبعاوي، المزمار، العجل، الخبيتي، السامري، والدوسري. كما قدر إبراهيم المدني رئيس فرقة راما الشعبية عدد الفرق يتكون ما بين 20-25 رجلا، مشيراً إلى أن من أول الفرق الشعبية في المدينة التي جمعت بين الألوان المتعددة فرقة بلابل طيبة ثم فرقة راما الفنية والعديد وفرق نغم طيبة ودانة طيبة وغيرها. وبين المدني أن المدة والوقت الذي تستغرقه الفرق في تقديم مثل هذا النوع يصل لساعتين في حده الأقصى، بمعدل أسعار ما بين 1500-3500 ريال. وطالب المدني جمعية الثقافة والفنون الاهتمام بمثل هذه الفرق الفنية لتشجيعها من أجل الحفاظ على هذا التنوع التراثي والشعبي، مشيراً إلى بعض الصعوبات التي تواجه الفرق الفنية بشكل عام في منطقة المدينة، منها عدم القدرة على فتح محلات لمزاولة أعمالها، مناشداً أمانة المنطقة باعتماد بند لفتح هذه المحلات أسوة بمناطق أخرى في المملكة كمنطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة.