استلم زكي حميدة الميكروفون بعد ان استأذن الجسيس الذي كان يصدح في الفرح، وادى وصلة مجس، قابلها الحضور بالاستحسان، مما حفزه على مواصلة الانخراط في مسيرة فن المجسات. والغرض من القاء المجسات هو اشهار الفرح (العرس) بالدفوف وهو عبارة عن اطار دائري مصنوع من الخشب وعليه جلد سميك من جلود الحيوانات، والزفة أنواع منها ايقاع سريع وزفة الزومال. (الندوة) التقت الجسيس زكي حميدة الذي تحدث عن فن المجسات ومواقفه الطريفة. | ما هي الشروط التي يجب توفرها في الجسيس الناجح؟ || اول واهم شيء هوالصوت وان يكون صوته قوياً وشجياً وان يكون حافظا للقصائد الشعرية الخاصة بالعرسان، وان يكون ملماً باللحن والاداء وعنده معرفة تامة بالمقامات ومن أهمها مقام (الحجاز البنجكة حراب) وان تبدأ المجسات وتنتهي بذكر الله والصلاة على النبي. مثل : ادم الصلاة على الحبيب محمد فقبولها حتماً وبدون تردد، أعمالنا بين القبول وردها، الا الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم. من أهم مراسم الحفل هو موكب العريس ويتكون من البواخر والاتاريك والمباخر اضافة للمعاشر لوضع الحلوى التي توزع على الحضور كعادة متبعة في مثل هذه المناسبات. وتستخدم الميكروفونات ومكبرات الصوت وكذلك لبس السداري والعمايم. وقد كان في الوقت السابق يزف العريس من حارة لحارة ومن بيته الى بيت العروس، وتكون المجسات في بيت الدرج والاستفادة منه في تكبير الصوت وايصاله للمستمعين اما الآن بحكم تطور العمران وزيادة قصور الافراح وصالات المناسبات الكبيرة فاختصر الحفل بأكمله في مكان الفرح. حيث يأتي الجسيس ويقوم بالقاء المجسات لمدح العريس واهله وكذلك العروس واهلها، ويبارك لهما بقوله (بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير). | كيف كانت بدايتك مع هذا النوع من الفنون؟ || شجعني الاقارب والاصدقاء على ممارسة هذا العمل وكانت الخطوة الاولى بالنسبة لي في زفاف ابني عبدالقادر وبعد ان ادى الجسيس الاساسي مجسه طلب مني ابني العريس ان اقول قصيدة مجس في فرحه فاستأذنت من الجسيس ومن الحضور واستلمت المايكرفون وقمت باداء وصلة مجس نال استحسان الجميع وبعدها انطلقت في هذا المجال علماً بانني دخلت في هذا المجال بتشجيع من المحيطين وليس من الناحية المادية وكانت غايتي هي مشاركة الناس في مناسباتهم وافراحهم وللمساعدة فقط. | حدثنا عن تكوينك لهذه الفرقة؟ || من شروط نجاح هذا العمل في هذا الوقت ان يكون عندك مجموعة من الافراد واشخاص يساعدونك على احياء حفلة متكاملة وخاصة ان يكونوا من الشباب الحافظين للاداء والاناشيد في مدح العرسان وهذه المجموعة تقوم بكل انواع الاستعراضات بالسيوف والعصي المزركشة ولبس الثياب الخاصة ومنها (الحويسية والسديري) ويقومون بزفة العريس ومن ثم اكمال مراسيم الحفل والفرح. | كم قيمة احياء الحفلات؟ || لا يهمني المبلغ للمشاركة، لكن ان كان راعي الحفل له متطلبات زيادة يجب عليه رفع قيمة اتعاب الفرقة وتسديد الالتزامات المادية التي كلفت لاحضار العدد ولوازم اقامة الزفة، وتتراوح اسعار بعض الجسيسين في مكة ما بين الثلاثة الاف الى ستة الاف، اما ان كان الجسيس منفرداً وبدون اضافات فان سعره في حدود ألفين وخمسمائة ريال. ومن هذا المنطلق فانني دائماً ما اراعي حالة صاحب الحفل المادية والمساعدة مطلوبة في كل الاحوال. | من هم الجسيسون الذين تعتبرهم نجوماً في هذا المجال؟ || انت تسألني عن مجال كبير وبصراحة هناك اناس كثيرون لكن أهم الاسماء الذين اعرفهم انا شخصياً وكنت معجباً بهم وأتمنى أن اقدم ربع ما قدموه وان كان على رأسهم الشيخ عبدالرحمن المؤذن الذي كان صاحب حنجرة قوية وشجية وكذلك حسن لبني والفنان المعروف في هذا المجال بالذات الاستاذ الكبير محمد امان وهو مشهور وغني عن التعريف وعنده حنجرة ذهبية والحان جميلة جداً، كذلك لا نغفل الفنان السعودي الكبير فنان العرب محمد عبده الذي يملك صوتاً عذباً والحاناً جميلة وكلمات راقية، وغيرهم الكثيرون ولا يمكن حصرهم بكل تأكيد، ولا تزال الساحة تزخر بالشبان الجدد الذين لا يقلون مستوى عن مقارنيهم. | من اين تأتيك الكلمات الخاصة بهذا النوع من الطرب؟ || اعتمد على الكلمات الموجودة في تراث هذه الصنعة، ومعي الاستاذ هلال وهو متخصص في الفنون الجميلة وهو يساعدني دائماً بآرائه وافكاره الجميلة.