أتعاطف كثيرا مع القراء العدوانيين في ردودهم ورسائلهم، الذين لا يختلفون مع المفكرين أو كتاب المقالات بفكرتهم ويطرحون رؤيتهم المختلفة والتي هي قابلة للصواب والخطأ ككل الأفكار البشرية بما فيها أفكار العلماء بغض النظر عن تخصص العلماء، أو كما قال أحد المفكرين: «قد تبدو لنا الحقائق التي نؤمن بها تشبه حقيقة الشمس تدور حول الأرض التي عاشت مئات القرون، ثم اكتشفنا أنها وهم، وحده الزمن أيا يكون سوف ينبئنا بمدى ما نملكه من حقائق بالنسبة لنا». قلت: أتعاطف مع العدوانيين رغم أنهم لا يناقشون الفكرة، أو يطرحون رأيا مخالفا لها، بل يتجهون للشخص، ويشنون هجوما كاسحا على أخلاقه وقيمه، ويتمنون له الموت أو المرض هو وأسرته، أو يتنبؤون له بالجحيم، لاعتقادهم أنه عميل أو تابع لجهة ما تدفع له، أو هو ضل ويريد تشكيكهم بالحقائق، ليجعلهم يحيدون عن الصراط المستقيم. أما سبب التعاطف، فأنا أرى أن عدوانيتهم بسبب المنهج التعليمي الذي لا يمنح العقل رؤية الأمور كما هي، وأنه لا توجد تفسيرات نهائية للعالم والكون، حتى الأحكام كان هناك اختلاف بين الأئمة فكل يرى الأمور من منظور بشري، وكل يجتهد في محاولة لفهم الأمور. فالمطلع على رأي الأئمة في «الحرمان من الميراث» سيجد أن الأئمة الأربعة اختلفوا اختلافا كبيرا في الحرمان من الميراث، فمالك يرى الحرمان مرتبطا بالعمد، فيما أبو حنيفة يرى الحرمان بالمطلق، واختلف أصحاب الشافعي في المسألة، فيما أحمد بن حنبل يرى الأمر بمنظور رابع. هل يعني هذا أن أحدهم على صواب، والبقية على خطأ، أم الأمر مرتبط بشيء آخر؟ وهذا الشيء الآخر لم يسمح له أن يدخل لمنهج التعليم، لهذا تجد من يختلف مع الآخر دائما مشكوك في أخلاقه وفي صراطه المستقيم، وإن كان من داخل ذاك الفكر، كما حدث للشيخ الدكتور العبيكان والشيخ الدكتور الغامدي حين اختلفا مع البقية، تم اتهامهما بنواياهما. إن الفارق بين منهج يدفع العقول للتطور، وبين آخر يجعلها تتصادم وتتمزق وتتشرذم، هو «آينشتاين» النسبية، وأن الأمور نسبية، وأن كل رأي يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ، طالما لا أحد يتحدث عن العبادات، التي من المفترض ألا يدخلها أحد لحيز المنطق والعقل في محاولة لتفسيرها، فهي مرتبطة بالإيمان. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة