من بين تعليقات القراء الكرام على مقالاتي في هذه الزاوية ، لفت انتباهي تعقيب قارئ يبدو أنه من أكثر المتابعين لما أكتب، خاصة تتبّع ما يراه فيها من سوء تقدير، وفق منطقه ورأيه. وهو لا يخاطبني ككاتب فقط بل بمسمي موقعي الوظيفي السابق فيعتب على «سعادة السفير» .. ثم يصدر حكمه القاطع حول مقالاتي محاولاً أن يقرأ بين السطور وخلف السطور ووراءها وفوقها وتحتها. وفي الوقت الذي أقدر للقارئ العزيز متابعته الحثيثة فإني أنبهه بأن الأنظمة المرورية تحذّر من المتابعة اللصيقة وتنص على ترك مسافة كافية بينه وبين من هو أمامه حتى لا يقع في المحذور .. خاصة وأنه معروف أن الخطأ يقع دوما على القادم من الخلف .. وهو أمر يأخذ به حتى نظامنا المروري ... إلا إذا كان عنده واسطة قوية!! وأقول لقرائي الكرام بأنني لا أصدر أحكاما بل أطرح رأيا يقبل الصحة والخطأ وديدني هو قول الامام الشافعي (رأيي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، الذي يعتبر عنوان قيمة الحرية واحترام الرأي الآخر. يبقي هناك أناس لا يرون إلا آراءهم، ولا يعتقدون الصواب إلا في جانبهم، ولا يعترفون بالحقائق إلا إذا نطقت بها ألسنتهم، أما إذا جاءت عن غير طريقهم فهي خطأ كبير دون أدنى شك. وأنا بطبيعتي «بحب الناس الرايقة .. اللي بتضحك على طول .. أما العالم المدَيِّئة .. أنا لا مليش في دول»؟! [email protected]