أول شروط استتخدام تعدد أجزاء الفيلم هو ثراء القصة، وأفضلها على الإطلاق هو ما يقوم بتقديم كل جزء وكأنه فيلم مستقل بذاته، مع الحفاظ على تسلسل الأحداث وتطور الشخصيات. وأفضل مثال على ذلك هي سلسلة أفلامThe Godfather (الأب الروحي) المكونة من ثلاثة أجزاء، وتناولها المخرج فرانسيس فورد كوبولا بطريقة كان له السبق فيها، لم تتكرر بعد ذلك في سينما هوليوود، ولم يأتي ما يوازي جدارتها إلى وقتنا الحاضر، حيث تناول في الجزء الأول فترة حياة عائلة دون فيتو كورليوني بعد أن أصبح الأب الروحي الشهير إلى مماته، وفي الجزء الثاني قدم لنا حياة فيتو كورليوني وهو شاب قبل أن يصبح الأب الروحي، وفي الجزء الثالث تناول حياة ابنه مايكل كورليوني (الباتشينو) بعد أن استلم راية الأب الروحي بعد وفاة والده إلى وفاته. وإذا سألنا من شاهدوا جميع الأجزاء، سنجد أن لكل مشاهد جزءه المفضل، وهذا دليل على أن كل فيلم لا يحتاج إلى الأجزاء الأخرى لدعمه.. الفيلم مأخوذ عن رواية الكاتب ماريو بوزو، وبالرغم من كون المخرج قسم الرواية إلى ثلاثة أفلام طويلة، إلا أن من يقرأ الرواية سيلاحظ وجود عدة أحداث لم يذكرها الفيلم في أجزائه الثلاثة، وهذا يعود إلى شدة ثراء الرواية. الجدير بالذكر أن من قام بأداء دور الدون كارليوني وهو شاب في الجزء الثاني الممثل روبرت دينيرو، بطل سلسة أفلام Little Fockers (عائلة فوكرز الصغير) الكوميدية. والذي يؤدي دور الحمى جاك بيرنز، ويشاركه الفيلم أبطال مرموقون آخرون، كباربرا ستراسيند، ودستين هوفمان، وجميعهم شاركوا في الجزء الثالث الذي صدر مؤخرا، والذي تصدر قائمة أعلى الإيرادات لعدة أسابيع منذ صدوره في شباك التذاكر الأمريكية، وهذا ما أدهش النقاد. الفيلم تدور أحداثه عن حياة كل من الزوجين جريج فوكر (بين ستيلير) الممرض، وزوجته بام فوكر (تيري بولو) المستقرة بعد عدة سنوات من الزواج وبعد أنجبا خلالها طفلين توأم. ويصاب والد الزوجه جاك (دينيرو) بأزمة قلبية تجعله يخشى الموت في أي لحظة، الأمر الذي يجعله يقرر ضرورة تسليم مسؤولية الأسرة لشخص يأتمنه على عائلته، ويقع اختياره على جريج، فيقوم بالاتصال به ليخبرة بأنه اختاره ليكون Godfocker اقتباسا من فيلمه Godfather على سبيل المزاح مع المشاهد. وتدور بقية أحداث الفيلم على مراقبة جاك لزوج ابنته جريج، في سبيل التأكد عما إذا كان كفأ لهذه المهمة أو لا، حيث يعود إلى دور الحمى الذي يترصد ويتصيد أخطاء زوج ابنته في إطار كوميدي سريع الإيقاع، كما في حدث في الجزئي الأول والثاني. وهذا الجزء لا يحتوي على أية إضافة تضيف شيئا إلى الأجزاء السابقة، فقصة الفيلم لا تحتمل مزيدا من التطورات، وربما هذا ما جعل المخرج يزج بالممثلة جاسيكا البا، التي أدت دور (أندي جراسيا) كونها تعد من نجمات الإغراء في هوليوود، لشد المشاهدين فقط، دون توظيف دورها بشكل جيد في الفيلم. ومن يشاهد الفيلم سيجد أن شخصية أندي من أكثر الشخصيات سخفا في الفيلم، أما بالنسبة لدينيرو فلا نستطيع إنكار جودة أدائه، فهو من علامات سينما هوليوود، وهو يملك تعبيرات وجه موظفة بإحكام لا تخطيء أبدا، كما أنه قادر على إيجادة الأدوار الكوميدية وإضحاك المشاهد، وربما مجهوده الشخصي هو ما أنقذ الفيلم. فإذا كانت قصة الفيلم وإخراجه أفضل من ذلك، لكنا استمتعنا كمشاهدين أكثر بكثير، أكثر ما يضحك في الفيلم هو المشهد الأخير المصاحب للتر، عندما تم عرض ريميكس مضحك من قبل جريج على التلفزيون يسخر فيه من جاك، وتعبيرات وجه جاك (دينيرو) وهو يتابع العرض مستاء ما عزز من فكاهة الموقف، ومع ذلك فإن معظم محبي دينيرو أشتاقوا إلى رؤيته في أفلام جدية كالذي قدمها في السابق.