أعرب حلف شمال الأطلسي أمس عن أسفه لاحتمال سقوط مدنيين رغم أنه لم يؤكد رسميا مقتل 16 ليبيا في غارات شنتها قواته الجمعة على مدينة البريقة الساحلية (شرق ليبيا). وأعلن الحلف الأطلسي في بيان «تبلغنا ما قيل عن سقوط أرواح مدنية في غارة» شنت الجمعة على مركز قيادة في البريقة و«رغم أنه لا يمكننا تأكيد صحة ذلك بشكل مستقل، فإننا نأسف لمقتل مدنيين أبرياء عندما يحدث». وأفادت وسائل إعلام النظام الليبي عن مقتل 16 مدنيا وجرح العشرات في غارة شنها طيران الحلف الأطلسي على تلك المدينة النفطية التي تسيطر عليها قوات العقيد معمر القذافي. وأعلن الكولونيل المساعد مايك براكن الناطق باسم عملية الحلف الأطلسي في مقره العام في نابولي (جنوب غرب إيطاليا) عصر الجمعة أن الحلف ليس لديه «معلومات» حول هذه القضية. إلى ذلك امتنعت الولاياتالمتحدة الجمعة عن الاعتراف دبلوماسيا بالمجلس الوطني الانتقالي، غير أنها اعتبرته «شرعيا وذا مصداقية» خلال زيارة للمسؤول الثاني في الهيئة القيادية للثوار الليبيين محمود جبريل إلى البيت الأبيض. وقال مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي توم دونيلون في بيان صدر خلال زيارة جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس إن «الولاياتالمتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا وذا مصداقية عن الشعب الليبي»، وفق بيان صادر عن الرئاسة الأمريكية. وشكلت زيارة جبريل للبيت الأبيض المحطة المحورية في رحلة قام بها إلى الولاياتالمتحدة سعيا للحصول على مساعدة للثوار الذين يحتاجون إلى موارد. وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية «لقد بحثا ضرورة توفير أموال لتخفيف معاناة الليبيين وتلبية حاجات المعارضة لتسيير شؤونها». وأكد جبريل أن الرهان من زيارته سياسي بقدر ما هو مالي، معتبرا أن الحصول على اعتراف رسمي سيكون أساسيا لمنح الثوار الأموال التي هم بأمس الحاجة إليها. من جهة أخرى اتهم الثوار الليبيون العقيد معمر القذافي بإجبار اللاجئين الأفارقة من دول جنوب الصحراء الكبرى بركوب البحر والسفر بطرق غير شرعية إلى الجزر الأوروبية في المتوسط بهدف «إغراق» الدول الأوروبية. وقال المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية التي شكلها الثوار الليبيون لتمثيلهم في بيان أصدره في مقره في بنغازي (شرقا) إن «نظام القذافي يجبر اللاجئين على الصعود إلى مراكب متوجهة إلى أوروبا على أمل أن يخلق موجة هجرة تغرق الدول الأوروبية».