امتنعت الولاياتالمتحدة أمس الأول الجمعة، عن الاعتراف دبلوماسيا بالمجلس الوطني الانتقالي غير أنها اعتبرته شرعيا وذا مصداقية خلال زيارة للمسؤول الثاني في الهيئة القيادية للثوار الليبيين محمود جبريل الى البيت الابيض. وقال مستشار الرئيس الامريكي باراك اوباما لشؤون الامن القومي توم دونيلون في بيان صدر خلال زيارة جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس ان الولاياتالمتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا وذا مصداقية عن الشعب الليبي، وفق بيان صادر عن الرئاسة الامريكية. وكان جبريل قال الخميس لشبكة «سي ان ان» : إنه يتوقع ان تثمر لقاءاته في البيت الابيض اعترافا رسميا من الولاياتالمتحدة بالثوار الليبيين. وجدد دونيلون في بيانه موقف الرئيس اوباما الذي يعتبر ان الزعيم الليبي معمر القذافي «فقد شرعيته» و «عليه التخلّي عن السلطة حالا». واضاف المستشار الرئاسي انه «يحيي التزام المجلس الوطني الانتقالي في سبيل الانتقال الى التعددية وضمان مستقبل ديموقراطي لليبيا». وعقد جبريل منذ الاربعاء لقاءات في الكونغرس وفي وسائل الاعلام لعرض قضية المجلس سعيا للحصول على اعتراف واشنطن به كممثل شرعي لليبيين على غرار ما فعلت فرنسا وايطاليا وبريطانيا وقطر بصورة خاصة. وأكد جبريل أن الرهان من زيارته سياسي بقدر ما هو ماليّ، معتبرا ان الحصول على اعتراف رسمي سيكون اساسيا لمنح الثوار الاموال التي هم بأمسّ الحاجة إليها. ووجّه المسؤول في المجلس الانتقالي الخميس نداء استغاثة حقيقيا امام مركز بروكينغز للدراسات. وقال :«اننا امام مشكلة مالية عصيبة ... الاموال تكاد تنفد لدينا»، موضحا ان الثوار سيحتاجون الى ثلاثة مليارات دولارات في الاشهر المقبلة لتحمل اعباء النفقات المترتبة عليهم ولا سيما دفع اجور الموظفين. إلى ذلك، اتهم الثوار الليبيون العقيد معمر القذافي، باجبار اللاجئين الافارقة من دول جنوب الصحراء الكبرى بركوب البحر والسفر بطرق غير شرعية الى الجزر الاوروبية في المتوسط بهدف "اغراق" الدول الاوروبية. وقال المجلس الوطني الانتقالي: إن نظام القذافي يجبر اللاجئين على الصعود الى مراكب متوجهة الى اوروبا على امل ان يخلق موجة هجرة تغرق الدول الاوروبية. واضاف عبدالحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس ان هذا المخطط ما هو الا مؤامرة خفية من نظام القذافي في محاولة منه للضغط على المجتمع الدولي واخافته. ووصل آلاف اللاجئين، غالبيتهم من العمال المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى او من آسيا، الى ايطاليا ومالطا خلال الاسابيع الاخيرة آتين بحرا من ليبيا. وقالت ايطاليا انها تتوقع تدفق المزيد من المهاجرين غير الشرعيين مقدرة أعداد الذين سيصلون الى شواطئها بعشرات الآلاف. وفي طرابلس قالت مساعدة اجتماعية وعمال مهاجرون : إن السلطات الليبية، التي كانت حتى اندلاع الثورة تحكم اغلاق الساحل وتمنع اي مركب للمهاجرين غير الشرعيين من الانطلاق الى اوروبا، اصبحت اليوم اكثر تساهلا بكثير لا بل إن بعض رجال الشرطة يرشدون بأنفسهم القوارب المكتظة بالمهاجرين غير الشرعيين حتى حدود المياه الاقليمية الليبية.