هؤلاء المتجولون في مدننا والسائحون في شوارعنا والهائمون على وجه الأخذ والطلب لا يأبهون بزحام ولا بارتطام ولا حتى دهس. ومع إطلالة كل صيف وتصاعد درجات الحرارة تتصاعد الحدة من التضايق والانزعاج لمنظر أولئك المتسولين يقطعون الخطوط ويشاكسون لحظات التفكر عند إشارة المرور، أصبح الرجل يؤكد على تأمين القفل مرارا حين يترك أهله في السيارة ليقضي حاجاته سريعا خوفا من تهور وطيش الأخذ والطلب من المتسولين هداهم الله والذين يشكلون نسبة ملحوظة في مدينتي مكةوجدة. أمام المراكز التجارية لا يستطيع المرء ان يتحرك براحته من ذلك السواد الأعظم نساء ورجالا وأطفالا، الكل يريد أن يتصدق عليهم ويعطف ولكن بعد أن علمنا بعصابات من المتسولين وممولين لهم تم القبض عليهم، معهم العكاكيز والأختام للتزوير والتمويه على الناس أصبح الحذر والحيطة لدى الكثيرين. لماذا لا نرى في خضم التزايد لأعداد المتسولين مضاعفة الجهود الفعالة للحد منهم ومواجهة هذه الظاهرة التي قد يرتكب السائقون بسببها حوادث الدهس وتكبد الديات، أين اللافتات المفترض تواجدها في المجمعات والشوارع تحذر المتسولين من العقوبة؟ وغيرها من التوجيهات والإرشادات. ولماذا هذه الأعداد المتزايدة رغم تواجد الجمعيات والمؤسسات الخيرية والضمان الاجتماعي؟ على مكافحة التسول أن تجيب، وعليها أن تدرس أوضاع المتسولين وتفندهم ثم تتخذ الإجراءات اللازمة لكل وضع على حدة. أليس من المتسولين أعداد كبيرة من المتخلفين والمخالفين لنظام الإقامة؟ لماذا لا يتم مع المختصين التعامل معهم برحابة الوطن الإسلامي الأم الذي هرع إليه منكوبو الفقر والحروب والنكبات من إخواننا المسلمين؟ أو التعاون مع الجهات المختصة لترحيلهم بإحسان إلى أوطانهم؟ أليس من أولائك المتسولين من أبناء الوطن كبار سن، عجزة، وعوزة؟ ألا يتم التنسيق مع الخدمة الاجتماعية لأجل توفير الحياة الطيبة والدائمة لهم؟ أليس من المتسولين متشردون وذوو الحاجة إلى إصلاح سلوكهم، فيكون الأخذ على حاجتهم برعايتهم وإصلاح سلوكهم، إننا بحاجة إلى: 1 دار للرعاية الاجتماعية لكبار السن والعجزة من ذوي الحالات الاضطرارية والطارئة للمتسولين وتوفير المكان الدائم لهم. 2 دار لرعاية المتسولين لرعاية شؤنهم حتى النظر بشأنهم. 3 دار أو مصحة لإصلاح وإرشاد وتوجيه ورعاية المتشردين من المتسولين وإصلاح سلوكهم؟ فإلى مكافحة التسول.. علها تسمع أحرفي. [email protected]