يشكل النشيد الإسلامي تأثيرا في المجتمع، من خلال ما يقدمه من رسائل هادفة في مختلف المجالات، سواء للذكور أو الإناث الصغار والكبار، ولكن نجد أن الذكور احتكروا هذا الفن محليا، ونشاهد أن هناك شحا كبيرا في التواجد النسائي خصوصا في ظل الحاجة لهم لإحياء الأفراح النسائية في ظل شح الفرق الإنشادية النسائية المهيأة لهذا الغرض. «عكاظ» طرحت الموضوع أمام المختصين والمهتمين في المجال، وتساءلت عن عدم الاهتمام بالمنشدات اللاتي نجد الكثير منهن مبدعات في هذا المجال، في سياق السطور التالية: تأهيل المنشدات بداية، تؤكد المنشدات إلى أنهن يفتقرن للتأهيل في الهواية المحببة لهن، وأجمعت بعضهن على أن بعض الفرق الإنشادية تشكل أمامهن عوائق للالتحاق بها، حيث قالت زهرة بافضل «نفتقر لاحتضان المواهب النسائية، حيث دفنت كثير من تلك المواهب، ولم يرعها أحد خاصة من الجانب النسائي، حيث نجد في الجهة الأخرى الاهتمام بالشباب، أما نحن المنشدات فلا نجد الرعاية لا من الأهل ولا من الفرق الإنشادية حيث أنه يجب أن يكون هناك وعي كبير من قبل الأهالي بأهمية النشيد، وكذلك الفرق يجب أن تفتح المجال أمام هذه المواهب التي ربما تدفن ولا يبقى له أثر مستقبلا»، وتمنت أن يكون هناك اهتمام بالمنشدات بشكل أكبر وأن يكون ذلك تحت ضوابط شرعية يحددها أصحاب الخبرة في المجال. من جهتها، أكدت سارة أنها تركت الفرق الإنشادية منذ ثلاث سنوات، مضيفة «كنا نقوم بالإنشاد في المناسبات الخيرية والحفلات، وكنا عبارة عن مجموعة من الفتيات، ولكننا تركنا ذلك منذ ثلاث سنوات»، واعتبرت أن الأسباب تكمن في عدم وجود مكان يحتوي الفتيات الموهوبات في المجال الإنشادي، ومحتكرة على الذكور، وعدم الإلمام بأساسيات النشيد، وعدم وجود مدربين، والاعتراض من قبل الأسر على هذا ونقص وعيهم بأهمية النشيد في حياة كثير من بناتهم. ضعف الاهتمام ووافقتها الرأي تماظر فقالت: «أنا اعتبر النشيد لدي كهواية ولكني توقفت عن النشيد منذ سنوات بسبب عدم الاهتمام بالفتيات واحتكار الاهتمام على الذكور فقط، وعدم وجود اهتمام ورعاية من قبل الأهالي لفتياتهم والذي يعتبر عاملا رئيسيا في هذا المجال». وتمنت أن يكون هناك وعي كبير من قبل المجتمع وخاصة الأسر التي لديها فتيات يمثل النشيد هواية محببة لهن. ومن جهتها، قالت لجين الحداد «النشيد بدأ في الانتشار مؤخرا بشكل كبير، مما يجعل التأخر النسائي ليس عيبا، ولكن الأيام المقبلة تبشر بخير للنشيد النسائي»، وأكدت أن الفرق الإنشادية لا توجد بشكل كبير، وليست هناك وسائل تبرزهم، وعللت ذلك بالعوائق الكبير التي تواجه النشيد النسائي من خلال التخوف المجتمعي على الفتيات. وألمحت إلى أنها تهدف من دخولها في المجال الإنشادي أن تستبدل كل كلمة مبتذلة بكلمة راقية، واعتبرت أن كل فتاة يجب عليها وضع هدف دخولها في المجال الإنشادي وتبين ماذا تريد من ذلك. ضوابط شرعية ونفت رئيس فريق غصون الجنة الإنشادي النسائي خيرية النهدي أن يكون هناك أي صعوبات في قبول الفتيات ضمن الفريق، وقالت «نحن مجموعة متكاملة في كل المجالات التي تهتم وتسعى للرقي بالفتاة وتأهيلها لتكون عنصرا ناجحا وفعالا في المجتمع، ونسعى لإزاحة العقبات أمامها دوما، من خلال مجموعة من البرامج التي نقوم بتقديمها في كل المجالات»، واعتبرت أنها تسعى لترسيخ التربية والضوابط الشرعية لدى كل الفتيات المشاركات معها في الفريق، حتى تؤسس لهن حماية مستقبلية لأي عارض قد يواجههن، في الدخول لأمور ربما تسيء إليها مستقبلا. وبينت أن البيئة التي تعيش فيها الأسرة هي المتحكمة بقراراتهم دائما تجاه منع بناتهم عن المشاركة في الفرق الإنشادية، قائلة «أجد الكثير من الأمهات يسعدن بما تقدمه بناتهن عندما تأتي لمشاهدتها في المناسبات أو الفعاليات التي تقدم، حيث تتغير نظرتهم سريعا بعد أن يشاهدوها»، ورأت أن قلة تواجد الفرق الإنشادية يعود لعدم إعطاء النشيد أهمية كبرى من قبل المجتمع. وأضافت: «أسعى من خلال إدارتي لفريق غصون الجنة لأن أساعد المنشدات على العمل بإحساس بما يقدمنه، حيث يشكل ذلك تأثيرا كبيرا لدى المتلقي، وأسعى لتخريج فتيات يقمن مستقبلا بتدريب الأجيال القادمة من الفتيات». فريق نسائي ورحب مدير مجموعة وصال الفنية محمد رباط بكافة المنشدات الموهوبات، مشيرا إلى أن فرقته تستقبل المنشدين والمنشدات وفق مجموعة من الضوابط المحددة سابقا، مضيفا «نحن الآن نعد لإنشاء فريق نسائي متخصص احترافي محافظ، سيشكل تأثير كبيرا مستقبلا، تحت إشراف هيئة نسائية متخصصة مستقلة». وأضاف «عدم تواجد كثير من المواهب الإنشادية في فريق تستطيع من خلالها أن تقوم بتأسيس نفسها بشكل احترافي في عالم النشيد، يعود لعدد من العوائق التي وقفت أمام طموحهم، منها المجتمع المحافظ حيث يعتبر البعض أن النشيد ليس بالأمر الهام، واقتصار ما تقدمه بعضهن على المدارس والمناسبات والاحتفالات، ولافتقار العديد من تلك الفرق لعمل دورات متخصصة تعلمهن أساسيات فن النشيد»، وأشار إلى أن هناك العديد من الفرق تنتهج أسلوب الأخذ دون أن تعطي شيئا سواء من الناحية المادية أو المعنوية. التجديد المستمر وأرجع المنشد محمد الغزالي عدم إتاحة الفرق النسائية للتواجد بشكل جيد لعدة عوامل ذكر منها الضعف المشاهد للنشاط النسائي والذي يقتصر على بعض المناسبات العائلية، ونفى علمه بتواجد فتيات مؤهلات ومتخصصات في المجال الإنشادي، حيث قال: «نتعامل دائما مع الفتيات صغيرات السن، وبعد الكبر تنقطع أخبارهن عنا». وتمنى أن يكون هناك تواجد كبير للفرق النسائية من خلال التجديد المستمر فيما تقدم حتى تنال الإقبال بشكل دائم من قبل المجتمع، وأن تبتعد عن التكرار فيما تقدم.