لا يخفى على الجميع قيمة الفن الإنشادي واتساع مجاله الإبداعي الآخذ في الازدهار يوما بعد يوم، الأمر الذي حدا بتحول بعض نجوم الغناء إلى احتراف فن الإنشاد، إيمانا منهم بالرسالة السامية للإنشاد كفن هادف منسجم مع أهداف الدعوة الإسلامية، من هذا المنطلق طرحت "الرسالة" على المعنيين بمجال الإنشاد فكرة إنشاء دليل يضم أسماء جميع الفرق الإنشادية وجميع المنشدين في المملكة حتي يسهل التواصل والتعاون فيما بينهم، وكذلك تسهل طريقة التعرف والاتصال بهم من قبل الجمهور، ولقد لاقت الفكرة قبولاً وإشادة من الجميع كما ظهر في طيات التحقيق التالي: بداية رحب قائد إحدى الفرق الأستاذ جميل العميري بفكرة إنشاء قائمة للمنشدين مفيدة للغاية، وانضم إلى المطالبين بها، فمن خلال احتكاكه بالمنشدين وخاصة في منطقة جدة يشعر بمدى قيمة الفكرة التي طرحتها "الرسالة" وخاصة أن هناك عوامل عديدة تعرقل نشاطهم ويفتقدون إلى وجود مظلة حقيقية تضمهم، وتأسف على المواهب الفذة الموجودة بمدينة جدة ولا تجد من يأخذ بيدها أو يدعمها، وأضاف أن المنطقة الغربية بشكل عام غنية بالمنشدين ولقد أنجبت جدة على سبيل المثال منشدين كبار كمحمد الغزالي، وفيصل لبان وجهاد اليافعي، وإبراهيم النقيب، ومحمد رباط وآخرين من المنشدين أصحاب الأصوات الشجية، لذا يفترض الاهتمام بهذه المنطقة. وعن كيفية إنشاء القائمة بيّن العميري ضرورة أن تأخذ الفرق الإنشادية بالمبادرة وتقوم بتنفيذ الفكرة من خلال التواصل مع بعضهم البعض، ومن المفضل بعد تكوين القائمة أن يعهدوا بها إلى شخص واحد يقوم بدور المنسق لجميع الفرق. دليل موحد من جانبه أوضح مدرب الهندسة الصوتية والعضو المؤسس في أكثر من فرقة إنشادية نوار ثابت أن زيادة الفرق الإنشادية على الساحة وزيادة التنافس بينها، وجميعها تقدم فنا إسلاميا هادفا، يثري مختلف المحافل من فعاليات صيفية وحفلات زفاف وحفلات التخرج وخلافها، وأصبحت تتطلب وجود دليل موحد للفرق الإنشادية، وأشار في الوقت نفسه إلى وجود مجموعة من العوائق تمنع ظهور مثل هذا الدليل، منها أن أغلب الفرق الإنشادية غير رسمية، وهنا تكمن إشكالية طالما طالبنا جمعية الثقافة والفنون بحلها، غير أن الجمعية أوضحت عدم حصولها على تصريح بمسمى فرقة إنشادية، والموجود هو مجموعة فنية، وفي حالة توفر التصريح ستسارع جميع الفرق في تعديل أوضاعها. من ناحية أخرى يتوجب على جميع الفرق وضع مقاطع مصورة لأعمالها في المواقع الإنشادية وعمل تغطيات كاملة لحفلاتها، حتى نقوم بوضع تقييم لجودة المجموعة الفنية. وطالب نوار جميع المجموعات بعمل مواقع تعريفية لها، وإنشاء صفحات على الفيس بوك وإضافة الأعمال الجديدة بشكل دوري في هذه الصفحات ليستطيعوا التواصل مع الناس بطريقة سهلة. عوائق التطبيق وأشاد المنشد محمد السيد بالفكرة واعتبرها صائبة لأنها سوف تسهل الوصول إلى المنشد والفرق، لكنه توقع صعوبة تنفيذها لاختلاف الأذواق وتعدد الفرق والمنشدين واستخدامهم للإيقاعات المختلفة. وأضاف أن زيادة أعداد المنشدين والفرق بصوره ملحوظة وقد تفرض صعوبة في إحصائها، وبيّن السيد أنه إذا تم تطبيق الفكرة على أرض الواقع فستكون النتيجة رائعة، حيث ستضفي مزيدا من سهولة التواصل والتعاون بين المنشدين والفرق. وجود إهمال من جانبها أوضحت المتابعة للمجال الإنشادي الأستاذة إيمان أفندي أن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق منظمة رابطة الفن الإسلامي، والتي تعاني من وجود بعض الإهمال من قبل الرابطة في متابعة أخبار المنشدين والفرق، وضعف الجدية في عملها وتفعيل دورها في المجتمع الفني، ولا يخفى بأن الإنشاد كغيره من الفنون يحتاج لإدارة جيدة وترتيب وتنسيق لإبرازه إلى المجتمع وإيصاله لمتذوقيه، خاصة وأن الإنشاد لم يصل بعد للمرتبة التي تليق به بسبب عدم التركيز والجدية في التعريف به وتقديمه كفن راقٍ. وأضافت أن إنشاء قائمة بالفرق الإنشادية والمنشدين أضحى مطلبا حيويا لضبط هذا النوع من الفن وتوجيهه في اتجاه واحد سليم خال من النقص وتوجيه جميع الطاقات في هذا المجال نحو الهدف السامي الذي وجد الفن من أجله وهو خدمة الإسلام والمسلمين بل والكون بأسلوب راقٍ جميل وجذاب والحفاظ على هويته الحقيقية دون انجراف إلى التأثر بهويات أخرى قد تضيع ملامح هذا الفن الأصيل، بالإضافة إلى أن وجود القائمة سيساعد في التواصل بين هذه الفرق وبين المنشدين وبالتالي التواصل الفعال مع متذوقيها والمتعطشين لها. مكاتب تنسيق وأشارت أفندي أن توجيه الطاقات تحت رابطة وإدارة سيساعد فن الإنشاد على التقدم والتطور الجيد والمركز والموجه بعيداً عن التشتت الذي يمتهن هذا الفن، وأضافت أنه من خلال اتباع القول المأثور (أن تأتي متأخرا خير من ألاّ تأتي أبدا) يمكن استدراك الأمر بأن تقوم الرابطة بعمل مكاتب تنسق عمل المنشدين والفرق الإنشادية بحيث يكون لديها قائمة تضم كل من ينتمي إلى مجال الإنشاد، وأن تحمل عبء متابعتهم وإضافة إلى اكتشاف المواهب الأخرى من خلال إجراء المسابقات والحفلات التي تقام بغرض توجيه الطاقات والاستفادة منها وتسخيرها في تطوير المجتمع وتقدمه.