لا أحد يتخيل كم تعذبت عندما حاولت إجادة اللغة الإنجليزية بعدما تقدم بي السن وأصبح تفكيري منشغلا بقضايا الشأن العام، ومتطلبات العمل، واحتياجات المنزل ومستلزمات العائلة، رغم تعدد المحاولات ورغم المبادئ التي تلقيتها بمدرسة تحضير البعثات على يد الأستاذ عبدالرحمن سري .. أو الأستاذ حسن بقلين عندما فتح فصولا لتعليم اللغة الإنجليزية بالمدرسة الرحمانية بالمسعى يوم كانت المباني والمتاجر على جانبيها، أو عندما تحول الأستاذ بقلين لاحقاً إلى مبنى بحي السليمانية لتعليم اللغة الإنجليزية لمن فاتهم القطار فتزاملت مع الصديق طاهر عبد الصمد – رحمه الله – بالدراسة ليلا .. ولكن كل ذلك لم يفدني إلا بما يسمى فاتحة الحديث، أو فاكهة الكلام. ومرت الأيام والأعوام حتى غادرت رئاسة تحرير عكاظ وأصبحت خالي شغل، فعاودت المحاولة فسافرت لبريطانيا ثلاث مرات خلال ثلاث سنين للالتحاق بمعاهد تعليم اللغة الإنجليزية بعدما علمت بأن الأستاذ الكبير أحمد عبيد – رحمه الله – قد أجاد اللغة الإنجليزية في معهد بلندن بعدما تجاوز الخامسة والستين من العمر، ولكني في كل مرة تضطرني ظروف عائلية بحتة للانقطاع عن مواصلة الدراسة والعودة لجدة، ثم المعاودة في العام التالي وتضطرني الظروف للعودة إلى جدة التي تشغلني فيها الحياة بمتطلباتها لعام أعود بعده إلى لندن، ومع ذلك تتكرر العودة إلى جدة بعد أسبوعين دون أن أحقق أي تقدم يذكر .. فكان أن قررت قبل بضعة عشر عاماً بتشجيع من الابن جمال البقاء في الولاياتالمتحدة وبعيداً عن المدن الرئيسية في «نيوبرت» جنوب لوس أنجلوس شهوراً استعنت فيها بمدرس يحاول أن يلقنني اللغة الإنجليزية بالمنزل ساعة، وخلال التجوال في الأسواق «المولات» ساعة، ولكن ما حدث أنني انشغلت فكرياً بتأليف كتاب «الرسول وخلفاؤه» وكتاب «جواهر المتنبي»، ثم فاجأني خبر وفاة أخي الدكتور حسن عمر خياط، فكان أن عدت على التو دون أن أحقق أي تقدم يذكر في موضوع إجادة اللغة الإنجليزية فكان أن تأكدت عندي المقولة: «التعلم في الكبر كالنقش على الحجر». لذا فقد سررت كثيراً بصدور موافقة مجلس الوزراء على طلب سمو وزير التربية والتعليم على البدء في تطبيق تعليم اللغة الإنجليزية بدءاً من الصف الرابع الابتدائي «بنين وبنات» مادة أساسية ينطبق عليها ما ينطبق على المواد الأخرى ابتداء من العام القادم (1432/1433ه) وذلك بشكل تدريجي على أن يكون المدرسون من المؤهلين والتأكد من ذلك عن طريق لجنة تكون من مختصين بوزارة التربية والتعليم وأشخاص متمكنين من اللغة الإنجليزية في الجهات المعنية. وليس هذا فحسب بل لقد تضمن قرار مجلس الوزراء أمرا في غاية الأهمية بما يبشر بأنه سيأتي اليوم الذي ستبدأ المدارس في تعليم طلابها اللغة الإنجليزية مبكراً حيث نص القرار على: «تقوم وزارة التربية والتعليم بالرفع إلى مجلس الوزراء للنظر في تدريس اللغة الإنجليزية في مرحلة مبكرة (قبل الصف الرابع) حين تتوافر للوزارة الاستعدادات الضرورية والكفايات اللازمة لذلك». وفي تصريح لصاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم نشرته «عكاظ» بتاريخ الثلاثاء 29/5/1432ه «إن قرار تدريس اللغة الإنجليزية سينفذ، وفي حالة تعذر المدارس بعدم توفر معلمين، فإن الوزارة ستوفر لهم الأعداد الكافية لسد احتياجاتهم مقترحاً أن تتطور فكرة تدريس اللغة الإنجليزية إلى إقرار تدريس عدة لغات منذ المراحل الابتدائية». والواقع أن تعليم أبنائنا اللغات الأجنبية من الصغر له من المزايا ما لا يحصى من ذلك كما جاء في الأثر : «إن من تعلم لغة قوم أمن مكرهم» كما أن لمن تتوفر له دراسة اللغة الإجنبية مبكراً يسهل عليه إجادتها بيسر ومن الأهمية أن لمن يجيد اللغة الأجنبية والإنجليزية أو الفرنسية خاصة، فرصة أكبر في الحصول على الوظيفة وبمرتب جيد. فتحية لسمو وزير التربية والتعليم على هذه الخطوة التي نأمل أن تليها الخطوة التالية التي وعد بها بتعليم الطلبة لغات أخرى. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة