أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، أن تواجده بين المواطنين في محافظات ومراكز المنطقة وأجب تفرضه المسؤولية عليه كإنسان ومسؤول. وقال الأمير فهد بن سلطان ل«عكاظ» في مؤتمر صحافي أمس عقده في محافظة تيماء في ختام جولته التفقدية التي استمرت 11 يوما في المحافظات والمراكز «ما يتعلق بتواجدي، أنا لا أريد أن أسميها زيارة أو جولة، بل أسميها تواجدا، من مكان إلى مكان، عمل آخر من مكتبي في إمارة منطقة تبوك إلى مكاتب المحافظين ومواقع المحافظات في مختلف أنحاء المنطقة، وهذا التواجد أداء واجب مفروض على الإنسان أن يقوم به في مجال العمل». وامتدح أمير منطقة تبوك «عكاظ» على تميزها على مستوى الوطن، وقال «أنتم في «عكاظ» أحييكم على اهتمام صحيفتكم بأمور البلاد، ولا أتكلم عن منطقة تبوك بل اهتمامها بتغطية الأمور المحلية في مختلف مناطق المملكة، وهو شيء تشكرون عليه وهو ليس غريبا على مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، تحياتي وشكري لكم». كما ثمن جهود الإعلاميين قائلا «اولا اشكر جهودكم خلال الرحلة التي استغرقت أكثر من عشرة أيام قطعتم خلالها أكثر من ألفي كيلومتر، وتنقلات من مكان إلى آخر، ولكن أداء عملكم بمهنية وحرفية عمل تشكرون عليه جميعا». وأكد الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك في معرض رده على سؤال «عكاظ» على أن «أهم من ذلك كله هو الالتقاء بالمواطنين، وصدقني أنا أسعد جدا بإنجاز المشاريع الخاصة بالدولة التي تنشئها من طرق وتعليم ومستشفيات ومياه وصرف صحي وكهرباء، لكن سعادتي أكبر في لقائي بالمواطنين ابتداء من الصغار الذين شاهدتهم في الروضة بنين وبنات، إلى الشباب في مختلف المراحل الدراسية، وانتهاء بأبناء المنطقة من رجال ونساء الذين شاهدتهم في الجلسات حين الاجتماع بهم ونستمع لهم، وهذا هو المهم وهذه هي اللحمة بين الاسرة السعودية الكاملة، وهي الأسرة الواحدة، والتواجد معهم والتفاعل معهم في رأيي هو الذي يجلب السعادة بغض النظر عن الارهاق الجسدي او التنقل الذي يصل الى مسافات بعيدة، لكنها تهون للقاء الاخوان المواطنين والأخوات المواطنات في جميع المحافظات والمراكز، تعطيك السعادة الكبيرة أكثر من أي شئ آخر»، مشيرا إلى أن المشاريع التي تقوم بها الدولة تقوم عليها وزارات متخصصة ووزراء مختصون ورجال يعملون في كل منطقة وفي كل دائرة حكومية، وواجبهم تنفيذ ما لديهم من مشاريع ومتابعتها. وأضاف «ان هذا تحصيل حاصل، وفي رأيي وجود الحاكم الاداري في المنطقة اهم واجب عليه هو المواطن نفسه في أمنه وصحته وفي سلامته وأموره الخاصة به ومعيشته، وهذا هو المهم عندما تكون هذه الزيارات تحقق هذا اللقاء، ولمعرفة الامور على طبيعتها اكثر، ومعالجة بعض الامور على طبيعتها اكثر، ومعالجة بعض الأمور بصورة أكثر سرعة، هنا ستكون السعادة»، وزاد: الجولة التي تسمونها جولة، هي التواجد بين المحافظات واستغرقت أكثر من عشرة أيام، وتم خلالها قطع اكثر من ألفي كيلومتر من تبوك ومحافظات حقل والبدع وضباء والوجه وأملج وتيماء حتى تبوك. وكشف أمير المنطقة عن قيمة المشاريع التي تم تدشينها ووضع حجر الأساس وتفقد سير العمل فيها خلال تواجده بالمحافظات والمراكز، مؤكدا ان قيمتها تجاوزت 8344 مليون ريال، وقال «هذا الرقم يمكن في دول اخرى غير متوفر فيها، وبالتاكيد ان شاء الله مثلما شاهدتم انتم بانفسكم في كل محافظة وفي كل مركز يتغير كل بضعة اشهر للأفضل وليس التغيير بمعنى طريق هنا او ميدان هنا او حديقة هنا او حتى مشروع يأتي هنا او هناك، لكن الانسان في حياته عندما ينظر الى الطلبة والشباب ويلتقي بهم في الأحياء تجدهم بصحة وسعادة، وعندما تسألهم عن أي نقص في احتياج في المجالات الخدمية يردون عليك بالشكر والدعاء ان يديم الله سبحانه وتعالى هذه النعم، ويقولون احوالنا طيبة، علما انهم يسكنون في احياء قديمة تصلهم كافة الخدمات التي تحقق لهم الحياة العصرية». كما أشار امير منطقة تبوك إلى أن الخدمات من صحة وتعليم تكون متوفرة، وقال: عندما تكون متوفرة، وتسأل الشباب ويردون عليك هذا الرد العظيم، وهذا أبلغ من أي تقرير يأتيك من أي مسؤول، سواء في المحافظة أو المجالس او غيرها، هذه هو اللفظ الذي تريد أن تسمعه، وقد تجد شخصا آخر يقول لك لا، وآخر يرى أن شيئا ما يضايقه ويقول هذا الشيء احتاجه، ولكننا نسعد به لأنك تستطيع أن تعالجه مباشرة. وخاطب الاعلاميين قائلا «لا أريد أن استرسل أكثر لأنكم أنتم كإعلاميين عاصرتم هذه التنقلات وشاهدتم بأنفسكم، والتقيتم الناس وتحدثوا إليكم وشاهدتم الأمور على الواقع والطبيعة». وأضاف «أي مجتمع في الدنيا تجد فيه القوي والضعيف، والفقير والغني، طبقة غنية، وأخرى متوسطة، وطبقة أقل، وهذه طبيعة الحياة، ولكن المهم ماذا نعمل لرفع مستوى من حالته الاقتصادية والمعيشية قليلة، أن نرفع مستواه أكثر، ونحسنه أفضل، ولكن تجد في عواصم عالمية مثل واشنطن ولندن وباريس وكل مكان في العالم تجد فيه في وسط العاصمة وعلى بعد أمتار احياء فيها فقر، وناس ينامون في الشوارع، لكن الحمد لله في هذه البلاد، ننزعج حينما نشاهد أمرا لا يرضينا، ونحاول أن نطوره، ونحسنه، وليست هي الدولة فقط، بل المجتمع كله ومؤسساته الخيرية يحاول أن يعالج هذه المشكلة ويحسنها، ولهذا السبب نحن مجتمع مسلم ومؤمن بهذا الأمر بأن الانسان يجب أن يساعد أخاه الانسان في حياته المعيشية»، مشددا على ضرورة التمسك بالقيم الاصيلة التي تربى عليها المجتمع السعودي، قائلا «هذه المبادئ الاساسية وبدون تمسك بها لا نستطيع ان نرتقي بالمجتمع فقط بالتقنية والعلوم الحديثة وبالانترنت وما يستجد منه لجيل جديد نعتمد عليه فقط، والمجتمع تقدم بكل هذه الامور لكن لا بد أن نتشبث بأصالة هذا المجتمع وتقاليده، وبتراثه، فالجيل الذي سبقنا من هم أكبر سنا ومن لهم الخبرة والتجربة يجب احترامهم والاستفادة من تجاربهم». وزاد : شباب المملكة العربية السعودية شباب يفتخر به كل مجتمع وأنا متأكد أن كثيرا من المجتمعات تتمنى أن يكون لديها مثل الشباب السعودي الذي يجمع بين الأصالة والتاريخ، وبين الحداثة وبين التقنية، والاستفادة منها. وأكد الامير فهد بن سلطان أن المشاريع التنموية التي شهدتها المملكة والإنجازات تدعو للتفاؤل، قائلا: الإنجازات لم تأت من فراغ، لأن هذه البلاد حباها الله بنعم كثيرة أهمها وأعظمها هذا الدين العظيم وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه، وتشرفنا أن نكون في هذا البلد الذي يضم بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، كما أن ولي الأمر يتشرف بأنه يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى حبا هذه البلاد بثروات خرجت من باطن الأرض، فمنذ أن خرجت وولاة الأمر الذين تعاقبوا على قيادة دفة هذه السفينة ركزوا على أن كل ما يرد إلى هذه البلاد يستثمر لصالح الإنسان السعودي. وأضاف: نحن نعيش في هذا العهد العظيم عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، بالرغم من كل ما يقال في هذا العالم الذي نعيش فيه، ولكن هذه البلاد ولله الحمد تعيش أياما سعيدة، وأيام خير، وأوامر خير، لشعب الخير، من ملك الخير، ولا نشك اليوم أن في كل منطقة ومحافظة ومركز إنجازا جديدا ومشاريع جديدة، وهذا ما نفتخر به ونسعد. كما أجاب فهد بن سلطان على سؤال حول مستقبل الاستثمار في منطقة تبوك قائلا «اتصور ان الاستثمار والسياحة امور أي احد، خصوصا من هو موجود في منطقة كمسؤول، يتحدث عنها لن تكون كافية بالقدر الذي يمكن ان تعبر عنه عندما ياتي المستثمر ويأتي السائح ويشاهد بنفسه، ونحن نوجه دعوة وكلفت مجلس الغرفة التجارية الصناعية بتبوك ان يتصل بزملائه في كل انحاء المملكة، وحتى الدول الشقيقة من دول الخليج بالذات والدول الاخرى التي تريد تستثمر ندعوهم وندعو المكاتب السياحية ان تأتي وتشاهد المواقع على الطبيعة». وأضاف: قبل عدة سنوات كنت ارفض الحديث عن موضوع الاستثمار والسياحة، لأنني كنت اظن ان التركيز يجب ان يكون اساسا على موضوع انهاء البنية الاساسية التحتية والاهتمام بالامور الاساسية للمواطن من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء وصحة وتعليم وطرق وهذه امور اساسية. وعن دور الإعلام في التنمية التي تعيشها المملكة قال فهد بن سلطان «الاعلام له دور في كل شيء، فقد اصبح عاملا مهما في حياة الامم ونهضة البلاد، ونشاهد قفزة إعلامية مهمة جدا لا على مستوى صحافتنا ولا على مستوى التلفزيون في محطاته المختلفة المتنوعة ولا على مستوى التفكير الذي يعالج هذه الامور». وأضاف: الآن اصبح الاعلام لا يقتصر على الصحافة والتلفزيون، اصبحت هناك منافسة هائلة واصبحوا الان يلتقطون الاخبار بآلات صغيرة بأيديهم، لهذا السبب فإن المصداقية اصبحت مهمة واعلامنا فيه من العقول ما يجعلنا نفتخر ونفاخر بأن من اعظم البرامج الحوارية التي تدار على مستوى العالم العربي يديرها سعوديون. كما أكد أمير منطقة تبوك أن المواطن السعودي أصبح على قدر كبير من الوعي، وقال: المواطن واع جدا، فلم التق في المحافظات مواطنا يطلب امورا بسيطة يعلم انها حاصلة وستأتي غدا او بعد غد، فهناك مشاريع يراها منفذة، لكن طموح المواطنين وتطلعاتهم عالية جدا وهذا ما يدخل الفرح في نفسك سواء من البنت الصغيرة او الطفل او الشاب او المواطن حيث أصبحوا ينظرون الى امور تهم ليس فقط محافظتهم او منطقتهم بل تهم بلدا بأكمله، والمواطن السعودي والمواطنة السعودية يذهلونك بحسهم الوطني العالي. وأضاف: أتذكر ان مواطنا في إحدى المحافظات طلب ايصال طريق لتجمع سكاني لأسرته في موقع يبعد عن الاسفلت للطريق الرئيسي 7 كلم وتم تمهيد الطريق، وخلال زيارتي للمحافظة جاءني المواطن وهو كبير في السن قال لي الطريق هذا قلت لكم عليه وما خلصتوه، فذكرت له ان المعلومات ان العمل بدأ فقال لي صحيح لكن أخاف ألا يخلصوا منه فأرجو ان تبقى في المحافظة حتى ينتهوا من الطريق، وهذه طبيعة الناس ومحبتهم وطريقة تعاملهم معك التي تأسرك دائما. واختتم الأمير فهد بن سلطان جولته أمس في محافظات ومراكز المنطقة بمحافظة تيماء ومركز القليبة، حيث دشن عددا من المشاريع التنموية ووضع حجر الاساس لمشاريع تنموية جديدة، وتفقد سير العمل في المشاريع الجاري تنفيذها في المجالات الكهربائية والطرق والمياه والبلديات والتعليم، بلغت قيمتها الإجمالية 8344 مليون ريال.