اختتم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك أمس زياراته التفقدية لمحافظات ومراكز المنطقة , دشن خلالها ووضع حجر الأساس لمشروعات تنموية جديدة , وتفقد سير العمل في المشروعات الجاري تنفيذها في المجالات الكهربائية والطرق والمياه والبلديات والتعليم بلغت قيمتها الإجمالية ثمانية ألاف وثلاثمائة وأربعة وأربعين مليون ريال. والتقى سمو أمير المنطقة مع المواطنين في محافظات حقل وضباء والوجه وأملج وتيماء ومركزي البئر والبدع والمراكز التابعة ووقف على احتياجاتهم ومطالبهم. وأدلى سموه أمير منطقة تبوك بتصريح للإعلاميين الذين قاموا بتغطية جولاته , معربا عن شكره لهم على جهودهم خلال الرحلة التي استغرقت أكثر من عشرة أيام. وقال سموه : أنا لا أريد أن أسميها زيارة أو جولة بل أسميها وجود من مكان عمل إلى مكان عمل أخر من مكتبي في إمارة منطقة تبوك إلى مكاتب المحافظين ومواقع المحافظات في مختلف منطقة تبوك وهذا الوجود أداء واجب مفروض على الإنسان أن يقوم به في مجال العمل. وأضاف : أهم من ذلك كله هو الالتقاء بالمواطنين وأنا سعيد جداً بإنجاز المشروعات التي تقيمها الدولة من طرق وتعليم ومستشفيات ومياه وصرف صحي وكهرباء وبلديات لكن سعادتي أكبر في لقائي بالمواطن سواء الصغار الذين شاهدتهم في الروضة من بنين وبنات أم الشباب في مختلف المراحل الدراسية أم ابناء المنطقة من رجال ونساء الذين شاهدتهم في الجلسات حين الاجتماع بهم ونستمع لهم وهذا هو المهم وهذه هي اللحمة بين الأسرة السعودية الكاملة وهي الأسرة الواحدة والوجود معهم والتفاعل معهم في رأي هو الذي يجلب السعادة بغض النظر عن الإرهاق الجسدي أو التنقل الذي يصل إلى مسافات بعيدة لكنها تهون للقاء الإخوان المواطنين والأخوات المواطنات في جميع المحافظات والمراكز مما يعطيك السعادة الكبيرة أكثر من أي شئ آخر. وأكد سموه أن المشروعات التي تقوم بها الدولة تقوم عليها وزارات متخصصة ووزاء مختصون ورجال يعملون في كل منطقة وفي كل دائرة حكومية وواجبهم تنفيذ ما لديهم من مشروعات ومتابعتها. وقال : إن هذا تحصيل حاصل وأنا في رأيي أن أهم واجب على الحاكم الإداري في المنطقة هو المواطن نفسه في أمنه وصحته وفي سلامته وأموره الخاصة به ومعيشته وهذا هو المهم عندما تكون هذه الزيارات تحقق هذا اللقاء ومعرفة الأمور على طبيعتها أكثر ومعالجة بعض الأمور على طبيعتها أكثر وبصورة أكثر سرعة هنا ستكون السعادة. وأضاف سموه إن الجولة هي الوجود بين المحافظات واستغرقت أكثر من عشرة أيام وتم خلالها قطع أكثر من 2000 كيلو متر بين تبوك ومحافظات حقل والبدع وضباء والوجه وأملج وتيماء. وأفاد سمو أمير المنطقة أن قيمة المشروعات التي دشنت ووضع حجر الأساس وتفقد سير العمل فيها خلال وجوده بالمحافظات والمراكز تجاوزت 8344 مليون ريال , مشيراً إلى أن هذا الرقم غير متوفر في دول أخرى. وقال سموه : بالتأكيد إن شاء الله مثلما شاهدتم أنتم بأنفسكم في كل محافظة وفي كل مركز التغيير كل بضعة أشهر للأفضل. وأردف سموه : عندما ننظر إلى الطلبة والشباب ونلتقي بهم في الأحياء تجدهم بصحة وسعادة وعندما تسألهم عن أي نقص في المجالات الخدمية يردون عليك بالشكر والدعاء أن يديم الله سبحانه وتعالى هذه النعم ويقولون أحوالنا طيبة علماً أنهم يسكنون في أحياء قديمة تصلهم الخدمات كافة التي تحقق لهم الحياة العصرية ، والخدمات الأخرى من صحة وتعليم تكون متوفرة ، وعندما تكون متوفرة ، وتسأل الشباب ويردون عليك هذا الرد العظيم ، هذا أبلغ من أي تقرير يأتيك من أي مسؤول ، سواء في المحافظة أو المجالس أو غيرها ، هذا هو اللفظ الذي تريد أن تسمعه ، وقد تجد شخصا آخر يقول لك لا ، وآخر يرى أن شيئا ما يضايقه ويقول هذا الشيء احتاجه ، ولكننا نسعد به لأنك تستطيع أن تعالجه مباشرة. وخاطب سموه الإعلاميين قائلا “ لا أريد أن استرسل أكثر لأنكم رافقتم هذه التنقلات وشاهدتم بأنفسكم ، والتقيتم الناس وتحدثتم إليهم وشاهدتم الأمور على الواقع والطبيعة. وأضاف : أي مجتمع في الدنيا تجد فيه القوي والضعيف ، والفقير والغني ، طبقة غنية ، وأخرى متوسطة وطبقة أقل ، وهذه طبيعة الحياة، ولكن المهم ماذا نعمل لرفع مستوى من حالته الاقتصادية والمعيشية قليلة ، أن نرفع مستواه أكثر ، ونحسنه أفضل ، ولكن تجد في عواصم عالمية وفي كل مكان في العالم تجد فيه في وسط العاصمة وعلى بعد أمتار أحياء فيها فقر ، وناس ينامون في الشوارع، لكن الحمد لله في هذه البلاد ، ننزعج حينما نشاهد أمراً لا يرضينا ، ونحاول أن نطوره ، ونحسنه ، وليست هي الدولة فحسب ، بل المجتمع كله ومؤسساته الخيرية تحاول أن تعالج هذه المشكلة وتحسنها ، ولهذا السبب نحن مجتمع مسلم ومؤمن بهذا الأمر بأن الإنسان يجب أن يساعد أخاه الإنسان في حياته المعيشية , هذه المبادئ الأساسية وبدون التمسك بها لا نستطيع ان نرتقي بالمجتمع فقط بالتقنية والعلوم الحديثة وبالإنترنت وما يستجد منه لجيل جديد نعتمد عليه فقط ، والمجتمع تقدم بكل هذه الأمور لكن لابد أن نتشبث بأصالة هذا المجتمع وتقاليده ، وبتراثه ، فالجيل الذي سبقنا من هم أكبر سنا ومن لهم الخبرة والتجربة يجب احترامهم والاستفادة من تجاربهم. وزاد سموه قائلا : إن شباب المملكة العربية السعودية شباب يفتخر به من كل المجتمعات وأنا متأكد أن كثيرا من المجتمعات تتمنى أن يكون لديها مثل الشباب السعودي الذي يجمع بين الأصالة والتاريخ ، وبين الحداثة وبين التقنية ، والاستفادة منها. ونوه الأمير فهد بن سلطان بالمشروعات التنموية التي شهدتها المملكة والإنجازات ، وقال : إن الإنجازات لم تأت من فراغ ، لأن هذه البلاد حباها الله بنعم كثيرة أهمها وأعظمها هذا الدين العظيم وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه ، وتشرفنا أن نكون في هذا البلد الذي يضم بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف ، كما أن ولي الأمر يتشرف بأنه يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين ، والله سبحانه وتعالى حبا هذه البلاد بثروات خرجت من باطن الأرض ، فمنذ أن خرجت وولاة الأمر الذين تعاقبوا على قيادة دفة هذه السفينة ركزوا على أن كل ما يرد إلى هذه البلاد يستثمر لصالح الإنسان السعودي , نحن نعيش في هذا العهد العظيم عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده ، وسمو النائب الثاني ، بالرغم من كل مايقال في هذا العالم الذي نعيش فيه ، ولكن هذه البلاد ولله الحمد تعيش أياما سعيدة ، وأيام خير ، وأوامر خير ، لشعب الخير ، من ملك الخير، ولا نشك اليوم أن في كل منطقة ومحافظة ومركز إنجازا جديدا ومشروعات جديدة ، وهذا ما نفتخر به ونسعد.