دعا أهالي حي النخيل شرقي جدة الأمانة والجهات المعنية إلى إيجاد طرق بديلة للمشاريع الحالية المزمع تنفيذها لحماية ساكني حي أم الخير المجاور لهم من مخاطر السيول، ويأتي ذلك في سبيل حماية مسجدهم الوحيد من الإزالة التي أقرتها الأمانة لصالح تنفيذ تلك المشاريع بجانب 28 عقارا أخرى تعترض عمليات التنفيذ. وعلمت «عكاظ» من مصدر مسؤول في أمانة جدة أن عملية إزالة المسجد لا بد أن تتم كونه يقع ضمن نطاق المشروع الخاص بإنشاء القناة المائية لتصريف مياه السيول بهدف حماية سكان حي أم الخير من الأضرار التي يتعرضون لها كل عام. وبين المصدر أن قرار إزالة المسجد بالإضافة إلى 28 عقارا أخرى داخل الحي لم يتم إقراراها إلا بعد دراسة مستفيضة شاركت فيها عدد من الجهات وتوصلت إلى هذا الحي. وأوضح ل «عكاظ» عدد من ساكني الحي، أن المسجد الذي يعد الوحيد في الحي وتقام فيه صلاة الجمعة ويؤمه أكثر من 1400 مصل، تعتزم الأمانة إزالته لصالح تلك المشاريع، رغم عدم تعرضه خلال السنوات الماضية لمياه الأمطار والسيول التي اجتاحت المدينة خلال العامين الماضيين، كونه يقع في منطقة مرتفعة بعيدة عن أخطار السيول. وكانت أمانة جدة أعلنت قبل أسبوعين عزمها على إزالة عدد من العقارات في منطقتي السامر وأم الخير، تصل إلى 29 عقارا في حي أم الخير الذي يعد أحد الأحياء الحديثة التي أنشئت شرقي المدينة إلا أن وجوده في مجرى السيل جعل ساكنيه في عرضة للأخطار في كل موسم. وستعمل الأمانة على إنشاء قناة مائية تربط السد السطحي الذي تم إنشاؤه غربي الحي بالقناة المائية الشرقية لمدينة جدة التي تمتد حتى البحر، من أجل تصريف كميات المياه الهائلة التي كانت تتجه إلى الحي وتعمل على إغراق المنازل وتعرض ساكنيها لمخاطر جمة. وأشار أهالي حي النخيل إلى أنهم استغربوا الإجراء الذي ستعمله الأمانة بشأن إزالة المسجد لصالح المشروع الذي تعتزم إنشاءه، فيما لم يكن هناك أي عقار سكني آخر سيتم إزالته سوى مستودعات مجاورة لحي أم الخير، رغم أن المسجد على حد قولهم لم يتعرض لأي أخطار ناجمة عن السيول والأمطار منذ إنشائه عام 1425ه. وأوضحوا أن هناك العديد من الطرق والحلول الفنية التي من شأنها حماية حي أم الخير والمناطق المجاورة له من مخاطر السيول والأمطار بدلا من إزالة المسجد الذي يعد ذا حرمة إلهية، لا يعقل أن يزال وهناك حلول بديلة من الممكن أن تعمل أمانة جدة على تنفيذها وتتجنب إزالة المسجد، وتحمي حي أم الخير من مخاطر السيول في نفس الوقت. وأكدوا أنهم راجعوا أمانة جدة إلا أن المسؤولين أوضحوا لهم أن الإزالة لابد أن تتم كون المسجد يقع في مقربة مباشرة من القناة المائية التي سيبدأ العمل في تنفيذها خلال الأيام المقبلة.