في منتدى الغد المقام بالرياض خرج تصريح من وزير الاقتصاد والتخطيط خالد القصيبي يؤكد فيه أنه تم القضاء على «الفقر المدقع» كليا، وأن الحرب مازالت معلنة للقضاء على «الفقر المطلق»، وأن الخطة عبارة عن حزمة من الإجراءات في مجالي التعليم والصحة وغيرهما، دون أن يحدد ما المقصود «بغيرهما» ربما هي فنون الحرب ألا تكشف كل أوراقك. في نفس الوقت وفي نفس «المنتدى» المقام بالرياض أقر وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد أن مستوى التعليم في المملكة «متدن بشكل مخيف» مقارنة بمستويات التعليم في كثير من دول العالم، وأكد لصحيفة الحياة يوم الثلاثاء التي نشرت التصريحين أنه يأمل بأن تحل هيئة التقويم والتقييم الكثير من الإشكالات التي تعتري المجال التربوي والتعليمي. الحق يقال: إن التصريحين يتضاربان، ولا يمكن لأحدهما أن يستقيم إن استقام الآخر، فأن يؤكد وزير التربية والتعليم أن مخرجات التعليم ضعيفة، هذا يعني أنها لا تلبي متطلبات السوق، ومن المنطقي أن ترتفع نسبة البطالة، والعاطل عن العمل هو وبشكل ما أصبح أحد أعداء وزارة التخطيط بصفته من جنود الفقر. إن ذهبت مع تصريح وزير الاقتصاد والتخطيط وأنه تم القضاء على الفقر، هذا يعني أن التعليم جيد ومخرجاته تلبي احتياجات سوق العمل، وبالتالي كل طالب يخرج من التعليم، يخطفه سوق العمل، بمعنى أنه اختفت البطالة واختفى الفقراء في نفس الوقت. أظن القارئ بفطنته يرى أني انغلقت على التصريحين، ولم أكترث لما تراه أعيننا في الأحياء الفقيرة بكل مدن المملكة ولا أنا صدقت ما أراه في الطرقات وعدد الذين يقفون أمام إشارات المرور للتسول، كذلك تجاهلت ما تقوله لنا الجمعيات الخيرية، وأن جمعية إنسان وحدها توزع سنويا 50 ألف حقيبة مدرسية لأطفال فقراء سنويا في الرياض وحدها، ومع هذا لم يستقم التصريحان معا؟ يخيل لي أن وزير الاقتصاد والتخطيط يتمنى أن يأتي اليوم الذي نستطيع فيه القضاء على الفقر المدقع والفقر المطلق وكل أنواع الفقر، وأن مراسل صحيفة «الحياة» خلط بين أمنيات الوزير وبين الواقع المعاش، فجاء التصريح على أن الحلم أصبح واقعا، سامح الله مراسل «الحياة». جميل أن يكون حلم وزارة الاقتصاد والتخطيط القضاء على كل أنواع الفقر، فهو نفس الحلم الذي أحلمه أنا، وأظن كل المواطنين يشاركون الوزارة نفس هذا الحلم الرائع. ولكن يبقى السؤال المهم: إن كنا جميعنا نحلم، من سيحقق هذا الحلم؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة