جمعية الثقافة والفنون اسم ضخم ويغري المخيلة لأن تتصور أن هناك جهازا عظيما مهمته متابعة أحوال الفنانين وهمومهم وقبل ذلك مد الأنشطة الثقافية والفنية على طول البلاد. هكذا كنت أتصور الأمر إلا أن الظروف سنحت لي قبل عامين بالإشراف على جماعة القصة، وكانت من التجارب المرهقة والتي تحملك حمولات ثقالا من غير أية بادرة لتحسن الأوضاع وخاصة في جانبها المادي، حيث كانت ميزانية جماعة القصة ثمانية آلاف ريال لسنة كاملة تقيم خلالها ثماني أمسيات، ولا تعرف كيف يمكن توزيع هذا المبلغ لضيوف الأمسية، وتزداد الصعوبة حين يكون الضيف من خارج مدينة جدة حيث عليك تدبير الإركاب والسكن والمكافأة وحفل العشاء (يعني بالعامي رقعها)، ومع ضآلة المبلغ المقرر للنشاط يطلب منك الصرف من جيبك الخاص حتى تتكرم الإدارة في مركزها الرئيس (الرياض) بصرف الألف ريال .. المهم هذه حكاية تحتاج إلى سرد طويل لإظهار المتناقضات التي تعيشها فروع جمعيات الثقافة والفنون. ومن قرأ خبر الاستقالات والاعتذارات التي تقدم بها أعضاء جمعية الثقافة والفنون بجدة عليه أن لا يستغرب بتاتا، فكل واحد منهم أحرق أعصابه في الهواء الطلق من غير أن يتنبه له أحد. وهي مناسبة لأن يشكر الأستاذ عبدالله باحطاب الذي قاد الجمعية لسنوات من غير شكوى وبجلد عظيم وتصعير خد (لمن يسوى ولا يسوى) والدعاء للصديق الروائي عبدالله التعزي بالنجاحات. ولا أعرف لماذا يتم التعامل مع الجمعيات بهذه الصورة القاصرة بالرغم من أنها جهة مسؤولة عن مناشط مختلفة (غناء ومسرح وتصوير وفن تشكيلي وقصة وشعر) وكل فرع من الفروع بحاجة إلى ميزانية ضخمة كي تمكن تلك الأنشطة من العمل والمواصلة إلا أن الواقع يشير إلى تردي الأحوال في ظل الميزانية إضافة إلى العراقيل والعقبات (إضافة للتأخير في التجاوب مع المطالب في إجازة النشاط وصرف ميزانيته، والتدخل في التفاصيل المالية للنشاط من قبل الإدارة المالية على الرغم من الالتزام بمخصصات النشاط مما يوحي بالرغبة في تعطيل العمل لا دعمه)، والتدليل على هذا ما قاله الأستاذ عبدالعزيز مشخص رئيس بيت الفوتوغرافيين حين رفضت الإدارة الرئيسية تسديد رسوم عضوية المملكة في الاتحاد الدولي للتصوير «الفياب». ولو أردنا (التنبيش) في كل ركن من أركان فروع الجمعية فلن نحتاج لهذا (النبش) لأن مشاكل الفروع أشبه بالألواح الطافية على سطح ماء متراكم. فهل يعقل مثل هذا التعامل مع جمعيات الثقافة والفنون والتي تحمل على عاتقها العديد من الأنشطة ذات الأثر المهم للبلاد وتمثل الواجهة الحقيقية لكل مناشطنا المسرحية والغنائية. وأعتقد أن معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة لا يرضيه هذا الوضع بتاتا وهو أعلم بمفهوم جمعية وفنانين ومسرحيين وفوتغرافيين وتشكيليين وقاصين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة