شهدت جمعية الثقافة والفنون بجدة عددا من الاستقالات والاعتذارات عن مناصبهم وذلك بسبب الخلافات المالية المستمرة مع الإدارة الرئيسية في الرياض، حيث قدم عبدالعزيز مشخص رئيس بيت الفوتوجرافيين اعتذاره عن الاستمرار في العمل كمقرر للجنة مبررا ذلك بتعقيد الإجراءات من الإدارة الرئيسية: «دائما ما تضع الإدارة الرئيسية أمامنا العراقيل والعقبات بشكل يحبط السعي لخدمة الفنانين، إضافة للتأخير في التجاوب مع المطالب في إجازة النشاط وصرف ميزانيته، والتدخل في التفاصيل المالية للنشاط من قبل الإدارة المالية على الرغم من الالتزام بمخصصات النشاط مما يوحي بالرغبة في تعطيل العمل لا دعمه، مدللا على ذلك برفض الإدارة المالية تسديد رسوم عضوية المملكة في الاتحاد الدولي للتصوير «الفياب» على الرغم من أن هذه العضوية للمملكة العربية السعودية الكيان وأنه هو من يمثل «الفياب» في المملكة، وليست العضوية شخصية وعن طريقها يشارك المصورون لتمثيل المملكة في مسابقات الاتحاد الدولي للتصوير «الفياب»، أما ريان ثقة عضو لجنة المسرح فقد أكد أن سبب تقديم استقالته هو ضعف الإمكانيات وعدم وجود الدعم والحافز الذي يشجع على الاستمرار وضعف المكافآت لمقرري وأعضاء اللجان. وكان الشاعر والإعلامي سعيد آل منصور عضو لجنة الفنون الشعبية رئيس لجنة الشعر قد وجه نقدا لاذعا لمجلس إدارة الجمعية وذلك خلال اللقاء الإذاعي الذي أجرته معه إذاعة «ألف ألف»، حيث انتقد عدم قدرة الإدارة على رفع مستوى مكافآت مقرري وأعضاء اللجان التي تتراوح ما بين 1000 و1500 ريال: «المكافأة حقيقة لا ترتقي لمرتب السائق لدينا ولا تعادل نصف الجهد والعمل الذي نقوم به»، وأضاف في سلسلة نقده لإدارة الجمعية ضعف مخصصات النشاط رغم ما تحققه الجمعيات من جوائز دولية باسم المملكة العربية السعودية في العديد من المهرجانات الدولية، وطالب بأهمية مساواة الجمعيات بالأندية الرياضية والأدبية من الدعم الملكي بتخصيص عشرة ملايين ريال لكل فرع، مؤكدا أن نشاط الجمعيات يفوق نشاط كثير من الأندية الأدبية. يشار إلى أن عبدالله بن عمر باحطاب قدم اعتذاره في وقت سابق عن استمراره في قيادته لإدارة فرع الجمعية بجدة، معللا ذلك بانشغاله في عمله الرسمي مشرفا للأندية الطلابية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إضافة لتعدد ارتباطاته والتزاماته على الصعيد الشخصي. فرع الجمعية بجدة شهد في عهد إدارة باحطاب التي بدأت منذ ربيع الأول 1428ه نشاطا كبيرا وتنوعا مختلفا في الأنشطة المقدمة وتعددا في مشاركات الفرع في المهرجانات المحلية والدولية، إذ حقق الفرع العديد من الجوائز في عدد من المهرجانات وخاصة في مجال المسرح والفنون الشعبية، حتى أن آخر المشاركات الدولية تحقيق لجنة المسرح جائزتين في المهرجان الربيعي الدولي ال17 لمسرح الطفل الذي نظمته حركة الطفولة الشعبية في مدينة الناظور بمملكة المغرب خلال الفترة من 5 حتى 9 إبريل 2011 الموافق 1 حتى 5 جمادى الأولى 1432ه من خلال مسرحية «من سيربح السيمليون»، ومشاركة الفرقة الشعبية في يوم الجاليات العالمي والذي أقيم في المدينة الجامعية بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع النادي الثقافي السعودي في جامعة الشارقة خلال الفترة من 18 حتى 20 ربيع الآخر 1432، إضافة لمشاركة الفرقة مع لجنة المسرح في مهرجان الجنادرية لهذا العام الذي لم تغب عنه منذ تقلد باحطاب منصب إدارة الجمعية، كما أن عبدالله باحطاب هو من استقطب العديد من الأسماء النشطة العاملة في الفرع من رؤساء اللجان والإدارة. وكان الدكتور محمد الرصيص قد ذكر في حديث سابق له مع «شمس» أن الجمعيات بكافة مناطق المملكة تعاني ضعفا ماديا واضحا أثر في نشاطاتها المختلفة