برر قاتل طبيب الأسنان أسباب إقدامه على ارتكاب جريمته بعد إطلاق رصاصة من مسدسه الخاص على الطبيب الراحل أثناء أداء مهمات عمله في عيادته البارحة الأولى، بأنها «ساعة شيطان» دون أن يوضح الأسباب التي دفعته لارتكاب هذه الجريمة، وكشفت مصادر مطلعة نقلا عن صحيفة عكاظ أن خلافا نشب بين الطبيب والقاتل دون أن يتم الكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الخلاف، وهو الأمر الذي نفاه أحمد الشقيق الأصغر للطبيب الراحل، مؤكدا أن شقيقه دمث الخلق لين الجانب متسامح يتعامل بإنسانية مع المرضى والمراجعين، وليست له عداوة مع أحد، وإذا كان القاتل لاحظ منه أي تصرفات أو تسبب في خطأ طبي فكان يجب أن يتقدم بشكوى لإدارة الشؤون الصحية لتتولى النظر فيها وفقا للأنظمة والقوانين ولا يجب عليه أن يلجأ للقتل. واعتبر شقيق القتيل أن الدكتور أيمن سجله ناصع حيث عمل لأكثر من ست سنوات متنقلا بين اثنين من المرافق الطبية الخاصة حتى لقي حتفه في عيادته بعد إطلاق النار عليه. وأضافت المصادر ذاتها أن الدوريات السرية تمكنت من الوصول للملف الطبي للقاتل الذي لاذ بالهرب بعد ارتكاب جريمته وتفحصت المعلومات واستعانت برقم الهاتف المحمول وتم الاتصال به وتمكنت عبر الأقمار الصناعية من تحديد موقعه واستطاعت القبض عليه في غضون ساعة من وقوع الحادثة المروعة في منطقة لا تبعد سوى أمتار من موقع المستوصف، في حين سجل الطاقم الطبي المكون من ستة أطباء و12 فنيا وممرضا وممرضة ومسؤولي استقبال معلومات عن مشاهداتهم للواقعة، وانتقلوا إلى قسم شرطة الكعكية للتعرف إلى القاتل والتأكيد بأن المقبوض عليه هو نفسه من أطلق النار على الطبيب، وبينت المصادر أن القاتل موظف في جامعة أم القرى، وأب لخمسة أبناء. من جهته، أكد المقدم عبدالمحسن الميمان «أن شرطة العاصمة المقدسة أحالت ملف القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام دائرة النفس لاستكمال مجريات التحقيق مع القاتل ومعرفة إقدامه على قتل الطبيب قبل أن يتم إحالته للقضاء الشرعي لإصدار الحكم بحقه». وكشفت مصادر أن القاتل تسلل إلى المستوصف الكائن في مخطط بطحاء قريش بعد بدء عمل العيادات في الفترة المسائية بنحو 30 دقيقة، وتوجه صوب موظفة الاستقبال وطلب منها الملف الطبي الخاص به، وقدمت له الملف رقم (8973)، وسألته ما إذا كان يرغب في الكشف أو المراجعة، لكنه لم يتحدث وخطف الملف من يدها وصعد إلى الطابق العلوي حيث توجد عيادة الطبيب، رفعت الموظفة السماعة لتخبر المسؤول عن إدارة العمل في الفترة المسائية، لكنها ما لبثت أن أعادت السماعة إلى الهاتف دون أن تتحدث بعد أن أرعبها صوت طلقات الرصاص، وتصلبت واقفة حينما شاهدت القاتل يحمل مسدسا ويشهره في وجوه المراجعين والمرضى والعاملين في المستوصف، تقول موظفة الاستقبال «المشهد المروع حدث في غضون خمس دقائق منذ دخول المريض وطلب الملف وقتل الطبيب ومغادرة مبنى المستوصف». وتضيف: أصابني الرعب من صوت طلقات الرصاص ومن نظرات القاتل الحاقدة الموجهة صوبي أثناء مغادرته المستوصف بعد ارتكاب جريمته». من جانبه، كشف الدكتور عبدالكريم الودعاني -استشاري العظام- مالك المستوصف أن الجاني يبلغ من العمر 52 عاما لديه ملف طبي فتحه حينما حضر للمستوصف لأول مرة في تاريخ 24/3/1432ه؛ أي قبل 36 يوما من الآن ودفع 50 ريالا تكاليف رسوم خلع ضرس، بعدها غادر المستوصف ولم يراجع الطبيب مطلقا. وأضاف مالك المستوصف «إن سيناريو الحادثة بدأ حينما طرق القاتل باب العيادة، ولم يسمع الطبيب أو الممرضة طرق الباب نتيجة لارتفاع أصوات أجهزة الأسنان، لكن القاتل بدأ بطرق الباب بقوة ما دفع الممرضة إلى الخروج إليه لتخبره أن الطبيب مشغول بالكشف على مريض آخر، إلا أنه أشهر سلاحه من نوع (مسدس) في وجه الممرضة الفلبينية، الأمر الذي دفعها للهرب خوفا على حياتها، لكنه استدار نحو الطبيب الذي كان منهمكا في تنظيف أسنان أحد المرضى، وأطلق رصاصة من مسدسه لتصيبه في ظهره وتستقر داخل جسده» وأردف مالك المستوصف أن الطبيب سقط على الأرض مضرجا بدمائه، حيث إن الرصاصة أصابته في أحد الشرايين وسارع زملاؤه إلى نقله إلى مستشفى النور في السيارة الخاصة بأحد المراجعين. والد الطبيب الراحل ذكر أنه ابنه الدكتور أيمن ولد في مستشفى النساء والولادة في جرول، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة حسان بن ثابت في ساحة إسلام، وانتقل للالتحاق بالمرحلة المتوسطة والثانوية في مدارس الفلاح، وحصل على الدكتوراه من جامعة 6 أكتوبر في القاهرة قبل ست سنوات بمرتبة ممتازة، وله أربعة أشقاء وشقيقتان ومتزوج منذ أربع سنوات من إحدى قريباته وله ابنة اسمها (لارا) تبلغ عامين من العمر، وأضاف أن ابنه الراحل ذو خلق عال ومقدر بين زملائه وحريص على البر بي وبوالدته ويحرص على تفقد احتياجاتنا وتربطني به علاقة صداقة، وبين والده «أننا نعيش في المملكة منذ 40 عاما ولم نجد سوى المعاملة الحسنة من مواطني هذه البلاد المباركة، ويتذكر لحظة إبلاغه بنبأ إصابة ابنه بطلق ناري أثناء عمله في العيادة، يقول «تلقى ابني الأصغر اتصالا هاتفيا من أحد الفنيين في المستوصف من زملاء ابني وأبلغه بالنبأ وطلب منا الحضور لمستشفى النور التخصصي واستغرق وصولنا للمستشفى عشر دقائق، حيث تلقينا نبأ وفاته، إذ أصيب بطلق ناري في ظهره وأصبنا نحن بفاجعة فراقه ونسأل الله له الرحمة ونريد تطبيق الحكم الشرعي بحق قاتل ابني.