بعد يوم دام في جمعة الغضب، سقط فيه أكثر من ستين قتيلا في سورية، صعدت الحكومة السورية خطواتها بالتوازي مع التصعيد الدولي، إذ أكد السكان في درعا أن قوات الجيش السوري اقتحمت المسجد العمري وأمرت بدخول مزيد من الدبابات إلى درعا وسط إطلاق نار كثيف سمع في المدينة، بينما حاولت قوات الأمن سحق الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. وقال اثنان من سكان درعا إن القوات السورية قصفت الحي القديم في المدينة وداهمت المسجد العمري في درعا. وأضاف أحد السكان: هناك قناصة على سطح المسجد، وأن القوات مدعومة بدبابات تبدو مسيطرة على الحي القديم لأول مرة منذ مهاجمة المدينة يوم الاثنين. هذا وقتل ستة أشخاص أمس في مدينة درعا، فيما يستعد معارضون لتظاهرات جديدة اعتبارا من اليوم، وذلك في الأسبوع السابع من انتفاضة غير مسبوقة ضد النظام السوري. في هذا الوقت، شيع السوريون ضحاياهم الذين سقطوا الجمعة خلال تظاهرات تم قمعها في مختلف أنحاء البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 66 مدنيا قتلوا، فيما تحدثت السلطات عن مقتل ثمانية جنود وشرطي في هجمات شنتها «مجموعات إرهابية» على حد قولها . وفي هذه الأثناء، قالت الحكومة السورية أمس إن لديها خطة كاملة لإصلاحات سياسية وقضائية واقتصادية. ورغم القمع، دعا الناشطون إلى تظاهرات جديدة اعتبارا من اليوم تحت شعار «أسبوع رفع الحصار»، في إشارة إلى الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على درعا ودوما في شمال دمشق. وأكد الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي أن «دمكم أنار لنا طريق الحرية.. نعاهدكم أن نحمل الراية التي بذلتم لأجلها دماءكم ونواصل المشوار.. نعاهدكم أن دمكم الطاهر لن يذهب هباء». وأضافوا أن «الشهداء هم الخالدون. أما القتلة المجرمون فسيذهبون إلى مزابل التاريخ بعد أن يحاكمهم الشعب ويقتص منهم». ودعوا إلى تظاهرات اليوم في درعا والاثنين في ضواحي دمشق والثلاثاء في بانياس وجبلة (شمال غرب) والأربعاء في حمص وتلبيسه (وسط) وتلكلخ عند الحدود مع لبنان.. وتحدى عشرات الآلاف من المتظاهرين الجمعة قرار منع التظاهر وخرجوا إلى شوارع عدة مدن مرددين «حرية» وداعين إلى «إسقاط النظام». وعلى الحدود بين تركيا، أرسل الهلال الأحمر التركي تجهيزات؛ استعدادا لاستقبال مزيد من السوريين الهاربين من بلادهم بعد وصول مجموعة أولى الجمعة.